الظاهر أن الحملة الشرسة التي تشنها السلطات الفرنسية تجاه ما هو جزائري، لم تنته فصولها بعد، فبعد خرجة مانويل فالس، واستغلاله لصورة رئيس الجمهورية لأغراض دنيئة، جاءت خرجة مغايرة، هذه المرة، من قبل رئيس المجلس الدستوري الفرنسي السابق، جون لويس دُبري، من خلال كتابه: « ما لا يمكنني قوله »، أين خصص حيّزا مهما للحالة الصحية لرئيس الجمهورية، ومدى قدرته على تسيير الجزائر.
ونقل رئيس المجلس الدستوري الفرنسي السابق، حيثيات لقاءه مع رئيس الجمهورية، في شهر ديسمبر الماضي، أين وصف دُبري، أن الرئيس بوتفليقة كان في حالة صحية حرجة، وبِبحةِ صوتٍ ضعيفة، ما استدعى الاستعانة بميكروفون صوت لاستعاب ما يقوله الرئيس. دبري تساءل، حول قدرة الرئيس على تسيير الجزائر، حيث أقرّ أنه على دراية تامة بمستجدات الساحة الدولية، إلا أن الرجل، أُنهك بعد مرور ساعة من الزمن من بداية اللقاء، مضيفا أنه من الصعب، على التيارات التي تسعى لإبقاء بوتفليقة في الحكم، بسبب حالته الصحية المتدهورة. وأضاف وزير الداخلية الفرنسي السابق، أن الرئيس استفسر عن حال جاك شيراك، مبديا أنه تربطه علاقات وطيدة معه، حيث تمكّنا -كما يقول الرئيس- من فتح صفحة جديدة في العلاقات الجزائرية الفرنسية في عهد جاك شيراك. ويُعد هذا التدخل السافر ليس الأول من نوعه من قبل الساسة الفرنسيين في الشؤون الجزائرية، والتساؤل الذي يُطرح، لماذا يَعمدُ الفرنسيون في جميع خرجاتهم، إدراج الشأن الوطني في مذكراتهم الشخصية !!