عاد الحديث مجددا عن مهزلة ترتيب المباريات، في أعقاب التهم الموجهة لرئيس دفاع تاجنانت طاهر قرعيش من طرف الرئيس المنسحب لفريق شباب باتنة، وهي التهمة التي اعتبرها قرعيش على أنها مسرحية نسجها نزار بإحكام، في انتظار أن تحسم فيها الجهات الوصية مثلما حسم لاعبو دفاع تاجنانت في النقاط الثلاث فوق المستطيل الأخضر.
أجمع الكثير من المتتبعين بأن ما حدث بين رئيسي شباب باتنة فريد نزار ودفاع تاجنانت طاهر قرعيش هو حلقة جديدة من مسلسل الفضائح التي تنخر الكرة الجزائرية، بدليل أن قضايا مشابهة سبق لها أن صنعت الحدث في الشارع الرياضي خلال المواسم الأخيرة، حتى أن الحسم في الصعود أو البقاء كثيرا ما تصاحبه حروب إعلامية بين رؤساء أندية اشتهروا بتلفيق التهم لبعضهم البعض أكثر من تسيير فرقهم إلى بر الأمان، والواضح من خلال القضايا التي ملأت صفحات الصحف في السنوات الأخيرة، هو أن رئيس شباب باتنة سبق له أن فجّر قضايا متشابهة في عدة مناسبات، والبداية كانت في موسم 2007-2008، خلال داربي العودة الذي جمع « الكاب » أمام « البوبية » الذي انتهى بالتعادل السلبي، وشغلت القضية الرأي العام لمدة أسبوعين، بحجة أن هناك أطرافا من المولودية حاولت التقرب من لاعبي شباب باتنة، قبل أن يتم إقامة جلسة صلح توجت بطي الملف.
وفي الموسم نفسه طفت إلى السطح قضية اعتقال مسيرين اثنين من مولودية باتنة بحجة التقرب من الحارس دوخة الذي كان يحمل ألوان مولودية بجاية، وذلك قبل يومين عن موعد المباراة بين الفريقين، إلا أن القضية تم احتواءها، موازاة مع انهزام المولودية في بجاية بهدف لصفر. وحدث لإدارة شباب باتنة قضية مشابهة موسم 2010-2011 قبل يومين من مباراة فريقهم أمام الرائد شباب قسنطينة، حث تم اتهام مسيرين من « السي آس سي » بالتقرب من الحكم المعني بإدارة المباراة، ما جعل إدارة نزار تمارس « الشونطاج » على نظيرتها من شباب قسنطينة حتى لا تشرك 3 لاعبين أساسيين، وهي المباراة التي عرفت فوز « الكاب »‘ فوق الميدان، وتواصل تفجير نزار لمثل هذه القضايا في موسم 2011-2012 قبل مباراة شبيبة الساورة التي أسالت الكثير من الحبر، بحجة تقرب مناجير عام اتحاد بلعباس من لاعبين اثنين من شباب باتنة بإيعاز من رئيس شبيبة الساورة، وهي المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي فوق الميدان، ولم تنجم عنها قرارات ملموسة في العدالة.
سيناريوهات مشابهة بمنطق « الكل يبزنس الكل يندد »
على صعيد آخر، عرف الموسم المنصرم ضجة لقضايا مشابهة تصب في محاولة ترتيب عديد المباريات، والبداية بالقضية التي فجرها مسيرو اتحاد عنابة الذين اتهموا مسيري اتحاد بسكرة بمحاولة التقرب من الحارس البديل كحول، معتمدين على تسجيلات هاتفية لتعزيز حججهم في هذا الجانب، وهي القضية التي صنعت الحدث موازاة مع لعب الفريقين على ورقة الصعود، إلا أن القضية تم طيها في المدة الأخيرة، بدليل تبرئة رئيس اتحاد بسكرة إبراهيم ساعو من التهم الموجهة له، وفي الموسم المنصرم دائما تم تفجير قضية من طرف مسيري ترجي قالمة الذين اتهموا نظراءهم من وفاق القل الذي كان يلعب على ورقة الصعود في الهواة، وفي الجهة الغربية وجهت تهما مشابهة لرئيس فريق الحناية تصب في ذات الاتجاه، لتبقى مثل هذه السيناريوهات والقضايا تصنع الحدث دون أن تتدخل الجهات الوصية بقرارات صارمة لوضع كل طرف عند حده.
والواضح بأن مهازل الإساءة إلى الكرة الجزائرية تجاوزت واجب التحفظ، بدليل التهم المتبادلة بين بعض رؤساء الفرق وجها لوجه، سواء في الجمعيات العامة للاتحادية والرابطة الوطنية أو أمام مرآى وسائل الإعلام، بشكل يجعل الحديث عن ظاهرة الرشوة وترتيب المباريات، مثل شرب الماء واستنشاق الهواء والمطالبة بكأس من القهوة أو النعناع والزعتر.