أثارت تغريدة الداعية الأردني الحامل للجنسية الإماراتية، وسيم يوسف، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي لم يُحمّل فيها النظام السوري أسباب مجزرة خان شيخون في ريف إدلب، عاصفة من الغضب في الإمارات العربية المتحدة.
وكان أول الثائرين رئيس شرطة دبي السابق ضاحي خلفان، الذي ردّ عبر حسابه على تويتر بالثقيل، مذكرا الداعية الأردني بما أمره به في فترة سابقة، وهو عدم الخلط بين الدين والسياسة، واستجاب لبعض الوقت، ولكنه عاد- حسب ضاحي خلفان- ليخلط بين الدين والسياسة، فكانت النتيجة أن ضاع الدين وضاعت معه السياسة في خرجات وسيم يوسف.
وكان الداعية الأردني الشاب البالغ من العمر 35 سنة، قد تفاعل مع صور مجزرة خان شيخون في سوريا، بطريقته الخاصة عندما أشار صراحة إلى أئمة ودعاة كانوا يصعدون المنابر ويحرضون الشباب المسلم للخروج من بلادهم، إلى العراق وسوريا لإعلان الجهاد، وهو ما أدى إلى اختلاط الأمور في سوريا على وجه الخصوص، وعدم تمكن أي كان من إنقاذ سوريا من هذه المجازر، وكان آخرها الهجوم الكيميائي على خان شيخون في ريف إدلب، حيث سقط أكثر من خمسمائة شخص غالبيتهم من الأطفال بين قتيل وجريح، ووصفت المجزرة بواحدة من أكبر الكوارث في تاريخ البشرية.
وبينما حمّلت وسائل الإعلام الخليجية النظام السوري تبعات المجزرة، رأى وسيم يوسف أن الذين دعوا إلى الجهاد في سوريا هم سبب هذا التعفن، كما غرّد المعارض والأكاديمي المعارض سالم المنهالي هجوما على وسيم يوسف، واصفا إياه بالمدافع عن « المجرم » بشار الأسد، ولأجل إرضاء أسياده، حسب تعبير الأكاديمي الإماراتي.
وتجد دولة الإمارات العربية المتحدة، عكس قطر والمملكة العربية السعودية، صعوبة في التعامل مع الملف السوري، في الوقت الذي سمحت للإماراتيين من دعاة وسياسيين وأكاديميين، بالخوض في هذا الملف المعقد، ما خلق تناقضا في الطرح بين الإماراتيين، بين من يرى بأن السبب هم المعارضة التي أزّمت الوضع وبين من يُحمّل النظام السوري لوحده ما وصلت إليه سوريا.