مشاركة الزوجة في ميزانية الأسرة أصبح اليوم أمرا ملّحا، لذلك أصبح الكثيرون يميلون إلى الزواج من المرأة العاملة، لتساهم بدورها في مواجهة متطلبات الحياة العصرية التي تزداد تعقيدايوما بعد يوم.لكن بعض الرجال يغارون، ليس فقط من نجاح زوجاتهم، ولكن من تقاضيهن أحيانا راتبا أعلى من راتبهم، غير أنّ إحساس بعض هؤلاء الأزواج قد يتجاوز حدود الغيرة الطبيعية، لتبدأ المشاكل، خاصة إذا أراد الزوج استغلال راتب زوجته فتدب الخلافات بينهما. « الشروق العربي » ترصد تفاصيل هذه المشكلة التي تعانيها زوجات كثيرات في صمت مطبق.
*السيدة أمينة موظفة وراتبها أعلى من راتب زوجها، خاصة أنّ عمل زوجها حر، تؤكد أنّ التفاوت في الدخل بينها وبين زوجها لا يشكّل مشكلة بينهما مطلقا، فهما في نهاية كل شهر يضعان كل مدخراتهما معا، ويقسمان راتبيهما بين فواتير والتزامات وأشياء للمنزل، وتقول إنّ زوجها يضع كل دخله بين يديها في معظم الأحيان تهرّبا من المسؤولية، ولا يرى أي شيء سلبي في حياتهما كون راتب زوجته أعلى من دخله، فالراتب المرتفع ليس حكرا على الرجل دائما، وطالما هناك تفاهم ومحبة لا مشكلة مطلقا في هذا الأمر.
*لا يستولي زوجي على راتبي مباشرة حتى لا يتهم في رجولته، وإنما يستولي عليه عن طريق إغراقي بالديون، وقد حاولت التحدّث معه ومناقشته لكن نقاشنا ينتهي بالغضب والصراخ في كل مرة. هو لم يأخذ مني مباشرة لكنه سلّط علي ديونه وأقساطه لتستولي هي على راتبي كاملا…. أفكر أحيانا بالاستقالة، لكنني أرجع وأفكر بالديون المتراكمة وبأنني سأجوع إن لم يكن لي راتبا مع شدة بخل زوجي.لقد أثقلني زوجي بالإنفاق الكامل على نفسي وعلى أبنائي وعلى المنزل، فحتى الأثاث ومستلزمات البيت لا يساهم بها وكلما طلبت شيئا قال « لديك راتبك وبإمكانك شراء ما تريدين أمّا أنا فلن أساهم لأنني أجمع لبناء بيت المستقبل ».
*أمّا سماح فقالت « أخالف الكثيرات من العاملات وأرى أنّ مساهمة الزوجة في مصاريف الحياة ومتطلباتها ومساعدة زوجها على المعيشة أمرا لابد منه بل هو واجب عليها، فيكفي أنه سمح لها بالخروج من المنزل منذ ساعات الصباح الباكرلذلك لا أرى ضررا من مساهمة الزوجة في تأمين دخل الأسرة، بشرط عدم الإكراه من زوجها.. بل بالتفاهم والتسامح والإتفاق ».
*« تعلمت الدرس من صديقتي واتفقت مع زوجي على قانون الإنفاق منذ أول يوم من زواجنا »، هكذا ردت « نوال » عن سؤالنا هل يشاركك زوجك في راتبك؟ « مصروف المنزل لا يعتمد على إنفاقي. ومع إنجاب أول طفلة لم يختلف الأمر بل سار كل شيء كما اتفقنا، لكن مع إنجاب ابنتي الثانية زادت مصاريفنا الأسرية بشكل مبالغ فيه. فجلسنا أنا وزوجي لننظم حياتنا مرة أخرى، واتفقنا على الإنفاق مناصفة على المنزل ومصاريف مدرسة ابنتينا ».تضيف « زوجي يعلم أنّ راتبي أكبر من راتبه، لكنه لا يسألني كم أتقاضى، فكل همّنا في الحياة أن نبني مستقبلاجيدا لأبنائنا، ومع قدوم المولود الثالث منذ أسبوعين زادت أعباؤنا المادية، فاتفقنا من جديد على السعي وراء أعمال إضافية لنوفر مصاريف ثلاثة أبناء ».
*« أؤمن بمبدأ التعاون بين الزوجين، ولا بأس أن تهب الزوجة زوجها شيئا من المال حين يكون في ضائقة بشرط ألا يكون عطاؤها مدعاة لاستغلاله لها ». بهذه الجملة بدأت هدى حديثهاوهي أستاذة في الجامعة، وأم لطفلتين تقول « راتبي يفوق راتب زوجي بشكل كبير، إلا أننا متفقان فأنا من يوفر، وهو من يعيل الأسرة ويهتم بتوفير احتياجات الأبناء وشراء الأساسيات في المنزل. وإن احتاج إلى نقود إضافية من الممكن أن يستعين براتبي ».
*« أفضل أن أرتبط بموظفة »، بهذه العبارة بدأ السعيد حديثه، مؤكدا أنّ راتب الزوجة هو حقها، وهي قادرة على أن تغطي احتياجاتها الشخصية، كشراء الملابس أو السفر أو شراء الكماليات للمنزل، من أثاث وغيره. لذلك لا يهمني إن كان راتبها أعلى من راتبي، بل على العكس سأشعرها باستقلاليتها. نحن في مجتمع يحتاج من المرأة أن تشارك في الحياة العملية وأن تكون مستقلة بذاتها، لكن هذا الأمر لا يعفيني من واجبي في الإنفاق عليها وتوفير احتياجاتها،وإن رغبت في المساهمة بأمور المنزل، كشراء بعض الأساسيات أو مشاركتي في راتبها، يبقى الأمر اختياريالها ولن أجبرها عليه مهما كلّف الأمر.