ردّت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على منتقدي خريجي المدارس القرآنية والمساجد، والذين تم وصفهم بضعيفي المستوى، حيث شددت على أن أولئك المتخرجين متفوقون جدا، بل « بالعكس مستواهم « عالمي ».
استغرب أمس خالد يونسي مدير النشاط المسجدي بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف في اتصال « بالصوت الآخر » ما سماه إما « تأويل » التصريحات المنقولة عن المسؤولين، أو نقلها كما هي، وقال إنها « تمس بخريجي المساجد في محاولة لإضعاف هممهم، مشددا على ضرورة اقتناع تلك الفئة « بالمستوى الذي أصبح عالميا، وهو مايفسره نجاحهم في المحافل الدولية، على غرار تحصّل الجزائريين على المراتب الأولى في مسابقة الجائزة الدولية للقرآن الكريم المنظمة أخيرا بالجزائر أمام 50 دولة من العالم الإسلامي، وهو شرف يقول المتحدث ـ لكل الجزائريين، وإن دل على شيء فإنما يدل على مستوى خريجي المعاهد القرآنية والمساجد بالجزائر.
وفي سياق مغاير أكد محدثنا أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف حريصة على احترام المرجعية الوطنية في الخطاب المسجدي، فالإمام الموظف له عقد مع الوزارة يجب أن يحترمه، واذا ما تم تسجيل الخروج عن تلك المرجعية يقول خالد يونسي ــ فالإمام المتطوع يحال إلى المجلس العلمي وبدوره إلى المجلس التأديبي إذا اقتضى الأمر ذلك.
وأشار ممثل وزارة الشؤون الدينية إلى أن القطاع أصبح يشدد على تلك الفئة ــ الأئمة المتطوعون ــ باحترام العقد بينها وبين الوزارة، وعزا الأمر إلى الحفاظ على الخطاب المسجدي ومواجهة التحديات الكبرى التي تحيط بالجزائر. وقال في هذا الإطار إن الوزارة تقوم حاليا بمنع كل الأئمة المتطوعين من ممارسة نشاطهم دون الحصول على رخصة مسبقة من الوزارة، وذلك بهدف الحفاظ على مرجعية الخطاب المسجدي في الجزائر، كما ألزمت أولئك الأئمة بالمرور عبر امتحان المجالس العلمية التي يرأسها علماء ومفكرون وأساتذة جامعيون بهدف قبول أو رفض تلك الفئة من العاملين في المساجد..
وتبدي الوزارة تخوفا كبيرا من الأفكار الدخيلة التي تستغل المساجد كمنابر لها لنشر سمومها. وحّذر ذات المتحدث ممن سماهم « بالمتمردين » على المرجعية الدينية، مشيرا إلى أن الوزارة تحضر لاحتوائهم عن طريق النصيحة ومحاولة إدماجهم في المجتمع لأن محاربتهم حسبه ـ لا تصل إلى نتائج بل تؤدي إلى نتائج عكسية تماما
الصوت الآخر.