حاولت بعض النساء المحجبات أن تجد لنفسها ثغرة شرعية للارتماء في أحضان مياه البحر عن طريق اقتناء « المايو الإسلامي »، رغبة في الاستمتاع بأقل خسائر دينية ممكنة، وتجنبا للوقوع في الحرج، وهو ما جعل هذا الزي يغزو الشواطئ، وينهي احتلال المتبرجات بمايوهات عارية لسنوات طويلة.
في السنوات الأولى من ظهور هذا الزّي، كانت الألوان والنماذج محدودة، لكنها مع مرور الوقت وازدياد الإقبال، باتت أكثر أناقة وجذبا بألوان زاهية وفاتحة، وأحيانا علامات رياضية عالمية، وهو ما يلاحظه الجميع على الشواطئ التي أصبحت ترتادها المحجبة، إلى جانب صاحبة مايوه « البيكيني »، دون عقدة أو حرج، عكس ما كان عليه الأمر سالفا، حين كانت تسبح بملابسها الطويلة التي تعيقها.
ورغم أنّ المايوه الإسلامي يوفّر بعض الحشمة وأقل ضررا من غيره، إلا أنه أحدث شقاقا وتباينا في آراء العلماء بين من يبيحه ومن يحرّمه، من باب عدم توفير الحشمة الكاملة، ومن باب تحريم السباحة أمام الرجال.
ويعلّل المشايخ والأئمة الرافضون لما يسمى بالمايوه الإسلامي، بأن الماء يؤدي إلى التصاق القماش بالجسم، ما يظهر حجم جسم المرأة، وهذا مرفوض شرعا، كما أنّ المايوه الإسلامي لا يلبي شروط الزي الشرعي لسبب بسيط، هو أنه بمجرد النزول إلى الماء يلتصق بالجسم فيصف، تقاطيع الجسم بعد البلل، الأمر الذي يفقده أحد الشروط الأساسية وهي أن لا يصف.
إدير مشنان : من حق المحجبات الاستجمام في الشواطئ
أفتى محمد إيدير مشنان مدير التوجيه الديني بوزارة الشؤون الدينية، أنّه يجوز للمرأة ارتداء المايو الإسلامي الساتر للجسم، مؤكدا أنّه من حق المرأة الاستجمام والترويح عن نفسها، في ظل الحرص على المبادئ العامة للإسلام، والجمع بين الاثنين.
وأعرب مشنان عن استيائه من المظاهر السلبية المخلة بالآداب العامة المنتشرة بكثرة على الشواطئ، لكنه في الوقت نفسه أثنى على الالتزام والتقيد بالاحتشام الذي تبديه نساء أخريات.
ودعا إلى ضرورة اختيار الشواطئ العائلية التي تراعي الحرمة والحشمة، وتضمن القدر الأدنى من الاحترام للمصطافين.
حجيمي : المايوه الإسلامي أفضل وأحفظ للمرأة من اللباس العاري
أمّا حجيمي جلول الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدّينية والأوقاف، فقال « الموضوع أثار جدلا كبيرا، لكنه يبقى أفضل من غيره في غياب بديل يحفظ للمرأة سترها وحشمتها ».
ويضيف « الأفضل أنّ تحرص هؤلاء النساء على السباحة في أماكن خاصة بهن، تكون مغلقة ولا يراها الرجال ».
مكركب: مايوه المحجبات لا يجوز
ومن جهته، عارض الشيخ مكركب محمّد هذا النوع من الحجاب، مؤكدا أنّ المرأة لا يمكنها السباحة في الأماكن التي يراها فيها الرجال، مهما كان شكل الحجاب الذي ترتديه، والأصح أن تختار أمكنه لا يميزها فيها الرجال بأعينهم، تكون بعيدة جدا أو مغلقة.
موضحا أنه لا يعرف هذا الزي بالتحديد، لكنه شدد على ضرورة تجنب الاختلاط في البحر.