كشفت وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، هدى فرعون، أن الجزائر ستستكمل سيادتها التكنولوجية مع مطلع سنة 2017، للتخلص من التبعية الأجنبية في مجال البث التلفزيوني وغيره من المجالات التي تستعمل فيها الأقمار الاصطناعية، مشيرة إلى أن الجزائر تملك في هذا الإطار كل الإمكانات المادية والبشرية لتحقيق الاستقلال الذاتي، لمنافسة دول رائدة في هذا المجال، بدليل تجربة إطلاق 3 أقمار اصطناعية شهر سبتمبر الماضي، ودخولها حيز الخدمة.
وأفادت، خلال إشرافها على حفل تكريم 80 باحثا ومهندسا يعملون بالوكالة الفضائية الجزائرية الكائن مقرها بمنطقة بئر الجير بوهران، أن رئيس الحكومة عبد المالك سلال كلفها شخصيا بتكريم النخبة العلمية تشجيعا لهم على ما قدموه إلى حد الساعة في مجال خدمة الجزائر من ناحية غزو الفضاء، ونجاحهم في إطلاق ثلاثة أقمار اصطناعية جزائرية (ألسات-1 ب ألسات-2 ب وألسات-1 ن) على متن الصاروخ الهندي 35 -PSLV C انطلاقا من منصة سريهاريكوطا للمركز الفضائي ساتيش دهاون بمقاطعة شيناي بالجنوب الشرقي للهند. وقد استظهر مسيرو المركز للحضور بعض التجارب الفتية التي نجحت فيها الأقمار الاصطناعية من خلال صور حديثة للجزائر العاصمة، المسجد الأعظم، مكة المكرمة، والتقاط بعض الصور لإمارة دبي بالإمارات.
كما سيتطور البحث في إطار تفعيل البرنامج الفضائي الوطني آفاق-2020 الذي اعتمده مجلس الحكومة في سنة 2006، الذي يهدف عبر هذه الأداة الاستراتيجية إلى تقوية قدرات الجزائر فيما يتعلق برصد الأرض لخدمة التنمية المستدامة وتعزيز السيادة الوطنية وحماية البيئة ومختلف النظم الإيكولوجية الطبيعية ورصد ظاهرة التصحر ورسم خارطة لها وكذا رصد خرائط لشغل الأراضي وتهيئة الأقاليم والساحل والوقاية من المخاطر الطبيعية وتسييرها. وأما عن سؤال لـ « الشروق » عن قدرة الجزائر ووزارة البريد في كبح هجرة الأدمغة وإقناع الباحثين بضرورة البقاء في الجزائر لتطوير البحث العلمي، فأجابت الوزيرة بأن هناك استراتيجية كبيرة للسعي وراء الاهتمام بالباحثين وتوفير كل شروط العمل والحياة الكريمة لهم، لوقف نزيف الأدمغة، مؤكدة أنها فخورة بأبناء وطنها الذين رغم إغراءات « النازا « الأمريكية، للإبقاء على تلك الكفاءات، إلا أنهم فضلوا العودة إلى الوطن، بعد انتهاء فترة التكوين والتربص حبا في الجزائر، وهذا ما يعتبر بحد ذاته فخرا لكل جزائري.