انتشرت في الآونة الأخيرة بين المراهقات، تسريحة شعر جديدة، حيث يحلقن النصف ويتركن النصف الأخر، تظهر فيها الفتاة في صورة غريبة ومضحكة في نفس الوقت، غير أن الكثير من الفتيات اتخذتها موضة العصر، وأصبحت محبوبة في أوساط الطالبات المراهقات خاصة، أردنا أن نلامس هذه التسريحة عن قرب من أجل معرفة أسبابها ودوافعها وأصلها.
تسريحة مهربة من العصور القديمة
لعل المتتبع لهذه الموضة الجديدة في تسريح الشعر اليوم لدى الكثير من الفتيات، يجد أنها تمتد إلى عصور مضت، وقريبة إلى حد كبير من عصر “الفايكينغ”، حين كان يقوم الكثير من سكان هذه المناطق بتحليق نصف الشعر وترك النصف الآخر، عند الرجال أو النساء على حد سواء، في صور تميزهم عن غيرهم في الحروب، وهذا ما نلاحظه اليوم في انتشار هذه التسريحة في شوارعنا، وإن كانت تنتشر على استحياء، إلا أنها مست الكثير من الفتيات المراهقات خاصة.
أردنا أن نقترب أكثر من بعض الفتيات اللواتي تصادفنا بهن في الشوارع بهذه التسريحة الغريبة، خاصة طالبات الثانوية، إلا أن أغلبهن اعتذر عن الحديث في هذا الموضوع، وكأنهن يدركن أنهن على خطأ، حين ظهرن بهذا الاستثناء في الشوارع والأماكن العامة، أو أن هذا “اللوك” الجديد غير مرغوب فيه في مجتمعنا، بل فيهن من قفزت هروبا ونرفزة، حين اقتربنا منها، وكأن هذه التسريحة لا تظهر للعيان، ونحن من يريد إظهارها إلى المجتمع، لم نيأس واستطعنا أن نستدرج إحداهن حتى ولو أنها حدثتنا على مضض واكتفت بالحديث عما تلاقيه كل فتاة تتزين بهذه التسريحة في مجتمعنا، من نقد وتعليقات ساخرة من الشباب كل يوم، أما سبب اختيارها لهذه التسريحة فهو تقليد الممثلات الشهيرات، على حد قولها.
بالإضافة إلى أننا تصادفنا مع صديقة، كانت قد تزينت بهذه التسريحة مند سنتين، لكنها لم تصمد كثيرا، واستسلمت في الأخير وتخلت عنها، لأنها عاشت الجحيم كما قالت، من تعليقات الشباب التي لا تنتهي في كل مكان وزمان، سواء من أفراد أهلها أو الغرباء ممن تتصادف بهم في كل مكان، بل وفي بعض الأحيان وصل الأمر إلى العنف اللفظي من بعض الشباب، أوصلها الأمر إلى المشادة الكلامية، بل إلى حد التصادم الجسدي مع الكثير من الشباب المراهق.
تسريحة يراد بها التشبه بممثلات الإغراء في الغرب
تصنف مثل هذه التسريحات من بين أغرب تسريحات الشعر الخاصة بالنساء في العالم، خاصة بين الممثلات اللواتي يخترن الظهور في المناسبات الفنية والاحتفالات بهذا المظهر، الذي تصفنه الكثير من مجلات الفن ومتابعة الفنانين، بأنه الأغرب، بل في بعض الأحيان الأقبح، ولا تليق هذه التسريحة بنجمة من نجمات الأفلام المشهورة، حتى وإن رحب بها الكثير، إلا أنها بقيت تسريحة في مقام عمل شاذ يراد به تحقيق التميز في ليلة من الليالي فحسب، أما فتياتنا وللأسف اتخذن هذا “اللوك” بمثابة مظهر من مظاهر التحضر والانفتاح.
إنها موضة شاذة تضاف إلى مختلف الموضات التي نراها اليوم، وتشبها آخر بالغرب، يعكس مدى تأثر فتياتنا المراهقات بالمدارس الغربية في الهيئة واللباس.