وصف الخبير الاقتصادي كمال رزيق الدخول الاجتماعي القادم بالأصعب على الجزائريين في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة، لتزامن الدخول
المدرسي مع عيد الأضحى المبارك وكذا بعد المصاريف الكبيرة التي أثقلت جيوب المواطنين بعد شهر رمضان والعيد وعطلة الصيف.
وقال أستاذ الاقتصاد رزيق كمال في تصريح لـ »الشروق » ، الأربعاء، بأن الجزائريين سيواجهون دخولا اجتماعيا صعبا في عز أزمة التقشف، مشيرا إلى أنه ليتمكن رب أسرة مكونة مثلا من أربعة أطفال من مواجهة مصاريف الدخول المدرسي وكذا شراء كبش العيد، يجب على الأقل أن يكون دخله 10 ملايين سنتيم، لشراء فقط الألبسة وبعض الأدوات المدرسية وكبش العيد، وهذا في ظل غلاء المعيشة في السنوات الأخيرة وكذا تزامن بعض المواسم والأعياد مع بعضها.
وأضاف المتحدث بأن 10 ملايين سنتيم هو مبلغ يضاعف أربع مرات للأجر القاعدي الذي يتحصل عليه عدد كبير من الموظفين، في حين أن الدراسات تشير إلى أن متوسط دخل الجزائريين في السنوات الأخيرة باحتساب أدنى أجر وأغلى أجر، يصل فقط 3 ملايين سنتيم، وهو المبلغ الذي لا يكفي –حسبه- لمجابهة المصاريف الخاصة بمثل هذه المناسبات في ظل ارتفاع الأسعار الخاصة بالمواد الاستهلاكية وكذا الألبسة وحتى أضحية العيد ليكون الملجأ الوحيد لأغلبية الجزائريين هو « الكريدي ».
واعتبر الخبير الاقتصادي بأن الجزائري يجب أن يدخر على الأقل 30 مليون سنتيم في السنة لتلبية متطلبات الأعياد مثل عيدي الفطر والأضحى وكذا رمضان والدخول المدرسي، دون الحديث عن العطلة الصيفية التي لا يمكن لأي مواطن عادي في ظل الظروف الراهنة أن يتمتع بها، لافتا الانتباه إلى زيادة التضخم الخاص بالسلع بنسبة 30 بالمئة، مع تزايد جشع التجار كل سنة والذين يستغلون الفرصة –حسبه- لزيادة الأسعار في وقت يلجأ تجار مسيحيون يحترمون الدين لتخفيض الأسعار في المناسبات الدينية في دول أوروبية، في حين يقوم التاجرالمسلم – يضيف- بمص دم أخيه المسلم في ظل غياب تام لرقابة وزارة التجارة.
وقال المتحدث أن وزارة التجارة تتحمل مسؤولية ما يحصل بسبب عدم مراقبة التجار وضبط الأسواق التي تعيش فوضى عارمة، ما جعل أضحية العيد تباع بأضعاف الثمن الذي يبيعها به الموال، وكذا الألبسة التي تلتهب أسعارها مع الدخول المدرسي، معتبرا بأن الحكومة وحدها تتحمل مسؤولية الجحيم الذي يعيشه المواطن الجزائري، والذي لم يستفق بعد من صدمة الغلاء في ظل أزمة التقشف، فبعد خروجه من مصاريف شهر رمضان وعيد الفطر والعطلة الصيفية، ها هو الآن يفكر في مستلزمات الدخول المدرسي وعيد الأضحى.
مسدور: أغلب العائلات الجزائرية ستضطر للاستدانة لسدّ مطالب ضرورية
من جهته، اعتبر أستاذ الاقتصاد والخبير فارس مسدور، بأن الدخول الاجتماعي المقبل يتطلب ميزانية ضخمة لتزامن الدخول المدرسي مع عيد الأضحى، مشيرا في تصريح لـ « الشروق »، إلى أن أغلب العائلات الجزائرية ستضطر للاستدانة لتلبية المصاريف، حيث أوضح بأن ميزانية طفل عادي شهريا تقدر بـ 5 آلاف دينار، وتتضاعف مع الدخول المدرسي على حسب المصاريف..
وأكد مسدور أن أغلب العائلات الجزائرية فقيرة وحتى المتوسطة بدأت تتلاشى في ظل الأزمة الراهنة ومع ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية بـ 30 بالمئة وكذا فاتورة الكهرباء، في حين – يضيف الخبير – أن الحد الأدنى للأجور هو 18 ألف دينار، مشيرا في السياق إلى أن أسرة متكونة من خمس أفراد يلزمها على الأقل أجر بقيمة 50 ألف دينار للعيش بميزانية تقشفية ومجابهة هذه المصاريف مع احتمال اللجوء للاستدانة، وأضاف بأن المناسبات الدينية تتطلب احتياطات كبيرة أو أجر يصل إلى 10 ملايين سنتيم.