كشف تقرير جديد صادر عن مؤشر العبودية العالمي، الذي أنشأته المنظمة الأسترالية لحقوق الإنسان « ووك فري » أو « أمض حرا »، أن 45 مليون شخص في العالم يعاني من »العبودية الحديثة »، زاعما أنه من بينهم 248 ألف جزائري، لتحتل المرتبة 20 عالميا من أصل 167 دولة شملها التقرير.
قدم تقرير مؤشر العبودية العالمي، الصادر بداية الشهر، والواقع في 216 صفحة، إحصائيات صادمة عن « الرق الحديث »، والذي يتجلى في الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي والزواج القصري، وبخصوص الجزائر أفاد التقرير البحثي عن عدد « العبيد » في بها يقدر بـ 284 ألف و300 شخص، من أصل 39.6 مليون جزائري، وبلغت نسبة الرق بحسب ذات التقرير 0.62 بالمئة من عدد السكان.
وأدرج تقرير « ووك فري » الجزائر في خانة الدول « برتقالية فاقع » أي الدول التي لم تستجب لمكافحة العبودية الحديثة، وتضمنت الملاحظات على هذه الدول وبينها الجزائر » الإجراءات الحكومية لمكافحة العبودية في غير محلها، مع محدودية أو قلة الخدمات المقدمة لضحايا العبودية، وأن الإطار القانوني ضعيف لمحاربة الظاهرة، علاوة على الإجراءات المتخذة هزيلة، وأن الخدمات المقدمة للضحايا تقوم بها منظمات غير حكومية أو منظمات عالمية، وأن المساهمة الحكومية لا تزال ضعيفة ».
ويشتمل مؤشر « ووك فري »، على أربعة معايير محددة عند الحديث على العبودية، وأولها الحقوق السياسية، والمؤشر الثاني الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والصحية ومن ذلك الحقوق المالية والأموال الممنوحة، وحماية الاتصالات، والوقاية من داء السل، والاستفادة من مياه الشرب، والوفاة في سن مبكرة.
أما المؤشر الثالث فيعنى بالحماية الشخصية، ومن ذلك القدرة على استثمار الأموال، والجرائم العنيفة، والحماية الجسدية للنساء، والمؤشر الرابع هو اللاجئين والصراعات، وتضمن تأثير الإرهاب، الصراعات الداخلية وتعداد اللاجئين، وحصلت الجزائر في المؤشر على تنقيط قدر بـ83 ، والمؤشر الثاني على 47.39 ، والثالث على 55.31 ، وفي آخر مؤشر على 67.06 .
ويجمع تقرير « مؤشر العبودية » لسنة 2016، بيانات بشأن 167 بلداً، مستخلصة من 42 ألف مقابلة بـ 53 لغة لتحديد عدد البشر المستعبدين وكيفية تعامل الحكومات مع ذلك.
كما يتحدث ذات التقرير عن ارتفاع بنسبة 28 في المائة فيما يخص عدد الأفراد الذين تطالهم هذه الظاهرة مقارنة بما كان عليه قبل عامين، لكن هذا يعكس تحسن جمع البيانات أكثر، مما يشير إلى تضاعف مشكلة يصعب تقييمها الكمي.
هذا، وأشار التقرير إلى أن الهند هي البلد الذي يضم أكبر عدد من الأفراد الخاضعين للعبودية (18,35 مليونا)، لكن كوريا الشمالية هي التي تسجل أعلى نسبة للآفة (4,37% من السكان) والرد الحكومي الأضعف، وكانت قطر الدولة العربية الأولى من حيث وجود العبيد حيث قدر عددهم بأزيد من 30 ألف عبد، مقارنة بعدد السكان الذي تجاوز بقليل 2 مليون نسمة، وبلغ عدد العبيد وفق التقرير 43 ألف شخص في موريتانيا، و85 ألف في تونس في المرتبة 15 ، وفي المغرب 219 ألف محتلة المرتبة 18 عالميا.