أطلقت مختلف الوكالات السياحية في الجزائر عروضها لنهاية السنة، وحسب برنامج بعض الوكالات المنشور على الفايسبوك، والذي اطلعت عليه » الشروق »، فغالبية العروض متعلقة بتونس، فمثلا تعرض وكالة سياحية قضاء احتفال » الريفيون » بفنادق متواجدة بمناطق الحمامات وسوسة، بأسعار بين 20 و30 ألف دج للشخص الواحد، والبرنامح يتمثل في قضاء أربع ليالي وخمسة أيام بفندق فخم، إضافة لوجبتيْ الفطور والعشاء، مع التّمتع بسهرات فنية يومية ومنها سهرة خاصة برأس السنة.
أما العروض الداخلية، فغالبيتها عبارة عن رحلات إلى الصحراء الجزائرية، ومنها رحلات عن طريق الحافلة إلى تاغيت وتيميمون تدوم 4 ليال وخمسة أيام، وتصل الأسعار إلى 39 ألف دج للشخص الواحد، ويرتفع السعر إلى 55 ألف دج في حال كان التنقل بالطائرة.
تتنافس مُختلف الفنادق والمطاعم مع اقتراب نهاية السّنة، على طرح عُروضها التنافسية لجلب الزبائن الرّاغبين في قضاء ليلة رأس السنة في أجواء احتفالية، واللاّفت للانتباه هذا العام، هو كثرة العروض لدرجة يُخيّل إليك أن العائلات الجزائرية مُتعوّدة على الاحتفال بدخول سنة ميلادية جديدة… وحتى كثير من قاعات الحفلات والوكالات السياحية، وفي ظاهرة جديدة قرّرت منافسة الفنادق والمطاعم، وأطلقت عروضا ترويجية للاحتفال برأس السّنة، فيما تبقى تونس الوجهة الأولى للجزائريين بسبب العروض المغرية لفنادقها.
وفي هذا الصّدد، اطّلعت « الشروق » على بعض عُروض الفنادق، وحقيقة تفاجأنا بالأسعار المعروضة. فمثلا تمضية ليلة « الرّيفيّون » بفندق « الهيلتون » بالعاصمة، والتي تكون عبارة عن وجبة عشاء بحُضور مُغنّ ودون مبيت، تكلف الشّخص الواحد 25 ألف دج، وإذا أردت المبيت ادفع 5 آلاف دج إضافية، أما بفندق « السوفيتال » فتكلف سهرة رأس السنة أكثر من 18 ألف دج للشخص الواحد. فيما تمثلت عروض الوكالات السياحية، في رحلات داخلية، غالبيتها للمناطق الجنوبية، فمثلا رحلة سياحية لأعالي جبال تيكجدة ولليلة واحدة فقط، تكلف 7500 دج للفرد الواحد، وحتى تمضية سهرة « الريفيون » والتي غالبا تضم وجبة عشاء وسهرة غنائية أو « ديسك جوكي » في قاعات الحفلات، فالأسعار تتراوح بين 8 و10 آلاف دج للفرد… في حين إذا أردت تمضية 4 ليال كاملة بفندق 4 نجوم بدولة تونس، فلن يكلفك الأمر إلا 30 ألف دج للفرد. هذه التنافسية في جلب السياح، جعلت تونس البلد الأول في جلب السّياّح الجزائريين كل « ريفيون »، والدليل أن الحجوزات نحو هذا البلد قد نفدت منذ قرابة شهرين لدى الوكالات السياحية، بسبب كثرة الطلب.
شابّات « يجمعن المال » لقضاء « الرّيفيون » في قاعة حفلات
ولمعرفة مدى إقبال الجزائريين على الاحتفال برأس السنة الميلادية، سألت « الشروق » المواطنين في الشارع، فأكد غالبيتهم أن الاحتفال بـ »الريفيون » ليس من ثقافتهم ولا من أولويتهم، ويستحيل ذلك بدخول الجزائر أزمة التقشف، في حين اعترفت بعض العائلات بأنه لو أطلقت الفنادق والمطاعم عروضا في المتناول من حيث الأسعار، فلن تفوت فرصة إدخال الفرحة على أولادها في هذا اليوم… محمد شاب في الثلاثين يشتغل عون أمن، قال « مرتبي لا يزيد عن 18 الف دج، وهو ثمن عشاء بفندق فخم بالجزائر، فكيف أحتفل…؟؟ »، في حين رحّبت بعض الشابات بفكرة « جمع المال بينهن » والتوجه لقضاء سهرة « الريفيون » في قاعة حفلات أو مطعم، وهدفهن « تغيير الجو ليس إلا… »، وحسب تصريح نوال موظفة ببلدية، « أحيانا أشتري حقيبة يد بمبلغ 5 آلاف دج، فلماذا لا أنفق المبلغ في سهرة مع صديقاتي، نستغلّها للضّحك والترويح عن النّفس… ».