تم العثور، صباح الجمعة، على الطفل ناصر تلاخت، مقتولا بعين الفكرون، بولاية أم البواقي.
كشفت مصادر من عائلة الضحية تلاخت نصر الدين، أن الطفل استيقظ كعادته في ساعة مبكرة من صبيحة الخميس، وقام بارتداء مئزره، وخرج أمام المنزل ليشاهد التلاميذ وهم ذاهبون إلى المدرسة.
والضحية البالغ من العمر خمس سنوات، قد تم تسجيله خلال الموسوم الدراسي الحالي في القسم التحضيري بابتدائية قعقاع مسعود بعين فكرون في أم البواقي، إلاّ أنه وبعد لحظات قليلة خرجت جدته لمناداته إلاّ أنها تفاجأت باختفائه، ليدخل في حينها جميع أفراد العائلة في حالة هلع هستيرية وباشروا رحلة البحث عن نصر الدين.
الحماية المدنية أفرغت البئر وتلاميذ الحيرش قاطعوا الدراسة
تدخلت، صبيحة الخميس، مصالح الحماية المدنية بعين فكرون، للبحث عن الضحية نصر الدين، بعدما ظن سكان المدينة أن الطفل سقط في إحدى الآبار، حيث استعانت وحدة الحماية المنية بغطاسين من أجل تفريغ بئر بحي الحيرش، بلغ عمقها 12 مترا، وكانت بها ستة أمتار من مياه الأمطار، إلاّ أنه لم يتم العثور على جثة الضحية الأمر الذي أعطى بصيص أمل لعائلته بأنه لا يزال على قيد الحياة.
من جهته، امتنع تلاميذ مدرسة قعقاع مسعود منذ اختفاء الطفل نصر الدين صبيحة الخميس، عن الالتحاق بمقاعد الدراسة، حيث شكلت الواقعة حالة طوارئ، كون سكان المدينة وجهوا شكوكهم إلى حادثة اختطاف، من جهتهم أقدم رواد الفايسبوك، على شن حملة بحث عن الطفل نصر الدين، حيث قاموا بنشر صوره على أغلب الصفحات الاجتماعية، فضلا عن انتشارهم بجميع الأحياء بحثا عنه.
العثور على جثة نصر الدين منزوعة الأحشاء داخل كيس للقمح
حيثيات القضية كما كشفت عنها مصادر خاصة للشروق، تعود بتاريخها إلى صبيحة يوم الخميس، حيث اختفى الطفل نصر الدين من أمام منزله بحي الحيرش، حيث دخل أفراد العائلة وجميع السكان، بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية ورجال الأمن في رحلة بحث عن الطفل، ليقضي جميع السكان ليلة الخميس إلى الجمعة، ليلة بيضاء ملؤها الحزن على اختفاء الطفل والخوف من المصير الذي لقاه الضحية.
مصادرنا كشفت أنه وفي ساعة مبكرة من صبيحة يوم أمس الجمعة، شوهدت المشتبه فيها ويتعلق الأمر، بزوجة عم الضحية، تبلغ من العمر 26 عاما، تنحدر من بلدية الهرية بن باديس الواقعة بقسنطينة، وهي تقوم بإخراج كيس خاص بالقمح، لونه أبيض، من بيتها وتضعه أمام منزل الضحية الذي لا يبعد عن منزلها إلاّ ببضع خطوات، أين اتجه الجميع إلى الكيس، وبعد فتحه تفاجؤوا بوجود جثة الصغير وهي منزوعة الأحشاء، لتدخل في حينها العائلة بأكملها في حالة هلع وتتعالى الصيحات التي دوت المدينة نعيا ورثاء للضحية.
مصالح أمن دائرة عين فكرون تنقلت في حينها إلى مكان الحادث وقامت بتوقيف المشتبه فيها وإخراجها من المنزل تحت تطويق أمني مشدد، حيث تم نقلها إلى مقر أمن دائرة عين فكرون ومن ثم تم تحويلها إلى مقر أمن الولاية لمباشرة التحقيقات الأمنية، النتائج الأولية للتحقيق، حسب مصادر مطلعة كشفت أن المشتبه فيها قامت باستدراج الضحية إلى منزلها وقامت بكتم صوته وطعنه على مستوى البطن بواسطة خنجر، أين قامت باستخراج أحشائه ومن ثم قامت بطعنه عديد المرات على مستوى الكتف، أين سقط الضحية قتيلا. لتقوم بعدها المشتبه بها بحمل الجثة ووضعها داخل آلة غسل الملابس لتتخلص من كمية الدم السائل من جثة الضحية.
كما أضافت مصادرنا حسب المعلومات الأولية، أن المشتبه فيها وبعد إخراج الجثة من الغسالة قامت بوضع كميات من مادة الملح على الجثة لمنع انبعاث الرائحة، وقامت بعدها بوضعها داخل الكيس، في انتظار الوقت المناسب لرميها خارج البيت. رجال الأمن وبعد توقيف المشتبه فيها قاموا بحجز أداة الجريمة وكذا الجبة التي كانت ترتديها زوجة العم والتي كانت ملطخة بدماء الضحية.
وقد أضافت مصادر خاصة أنّ المشتبه فيها قد اعترفت بالجريمة خلال التحقيقات الأولية معها لدى رجال الضبطية القضائية.
سكان عين فكرون في مسيرة سلمية للمطالبة بتطبيق حكم الإعدام
خرج أمس عقب صلاة الجمعة، المئات من سكان مدينة عين فكرون، في مسيرة سلمية، جابوا فيها شوارع المدينة، رافعين لافتات ومرددين شعارات تدعو إلى ضرورة تطبيق حكم الإعدام في حق قاتلي الأطفال، حيث التحق بالمسيرة جمع من المصلين بعد خروجهم من المساجد، وذلك للتعبير عن مدى استيائهم من الجريمة البشعة التي قُتل فيها الطفل نصر الدم بدم بارد، عشية عيد الأضحى المبارك، وللتأكيد على المطلب الذي رفعه من قبل عشرات الضحايا والخاص بضرورة تطبيق حكم الإعدام، المسيرة شارك فيها جميع فئات المجتمع من فلاحين، تجار، أساتذة، طلبة جامعيين وحتى تلاميذ مدارس، للإشارة فقد التحق بمدينة عين فكرون، والد الضحية إبراهيم، الذي قتل رفقة صديقه هارون، بنفس الطريقة، بمدينة علي منجلي بقسنطينة، حيث اتجه مباشرة إلى مسكن الضحية تلاخت نصر الدين، في وقفة تضامنية منه مع عائلة الضحية كونه عاش المأساة ولا يزال يعانيها إلى حد الساعة، كما شارك أيضا في المسيرة السلمية قبل مغادرته المدينة.
وكيل الجمهورية: زوجة عم الضحية اعترفت بالجرم
وكيل الجمهورية لدى محكمة عين فكرون الابتدائية، وخلال الندورة الصحفية، صرح بأنّ مصالح الأمن الحضري الأوّل بعين فكرون، تلقت بلاغا من قبل جد الضحية، صبيحة الخميس مفاده أن الطفل تيناكر نصر الدين قد اختفى في ظروف غامضة، ليتم بعدها العثور على جثة الضحية داخل كيس للقمح، بجوار مسكنه، وأضاف أنه تم توقيف المشتبه فيها وهي زوجة عم الضحية، حيث اعترفت بالجرم خلال التحقيقات الأولية معها. فيما ستكشف تحقيقات رجال الضبطية القضائية عن دوافع وأسباب الجريمة.
تشييع جثمان الضحية نصر الدين في جو جنائزي مهيب
شيّع، عصر أمس الجمعة، جثمان الضحية تيناكر نصر الدين، إلى مثواه الأخير في جو جنائزي مهيب وبحضور جمع غفير من سكان مدينة عين فكرون وكذا العشرات من سكان مختلف بلديات ودوائر ولاية أم البواقي، الذين أصروا على مواساة عائلة نصر الدين، حيث أدوا صلاة الجنازة بعد صلاة العصر، بالمسجد العتيق بوسط مدينة عين فكرون، ثم ووري جثمان الضحية الثرى، الحادثة لقيت استنكارا كبيرا من قبل سكان المدينة، لا سيما ونحن مقبلون على عيد الأضحى المبارك.
