حوّل كثير من المواطنين منازلهم، لفنادق يُؤجّرونها لليلة واحدة، أو لقضاء نهاية أسبوع، عارضين أسعارا غالبيتها خيالية ومبالغا فيها. فثمن المبيت في شقة من غرفة واحدة ولليلة واحدة يصل 7 إلى آلاف دج، وهو يساوي أو يفوق ثمن المبيت لليلة في فندق فخم.
نحن نتصفّح موقع التسويق الإلكتروني « وادي كنيس » في قسم تأجير البيوت، تفاجأنا لوجود عروض لم تكن موجودة من قبل، حيث يعرض مواطنون، خاصة من العاصمة شققهم المؤثثة، خاصة الشقق ذات الغرفة الواحدة « سْتوديو » للكراء، ولكن لمدة محددة زمنيا.
ومدة الإيجار حسب ما يؤكده المعلنون لا تتجاوز يوما أو يومين أو لقضاء نهاية الأسبوع، أما الأسعار المعروضة فتصل حتى 7 آلاف دج لليلة الواحدة، وهو مبلغ يساوي قضاء ليلة بفندق فخم وبخدمات اضافية.
ومن الإعلانات التي قرأناها، شخصُ من العاصمة يعرض شقته المكونة من غرفة واحدة ومطبخ « أستوديو » للكراء، لقضاء نهاية الأسبوع بمبلغ 6000 دج. وحسب ما دوّن الشخص في اعلانه « …أعرض سِتوديو للكراء لقضاء نهاية أسبوع مريحة وخلق جو من المتعة.. ».
ووكالة عقارية تعرض مجموعة شقق للكراء ليوم واحد أو لأسبوع فقط، بمبلغ 3500 دج للشخص الواحد، وتشترط الوكالة إظهار المؤجرين، في حال كانوا زوجا الدفتر العائلي لإثبات ارتباطهم. وبوسط برج الكيفان، يعرض مواطن شقة من غرفة واحدة ومؤثثة وحسب ما دونه في اعلانه « تقع على بعد أمتار من البحر، مع توفرالنقل.. ترامواي..
التسوق كل شيء متوفر.. بمبلغ 4000دج لليوم الواحد ».
وتتفاوت الأسعار حسب موقع الشقق، فسعر المبيت لليلة في شقق متواجدة مثلا في بلديات جسر قسنطينة أو بئر خادم يقدر بـ2200 دج، وببلدية بني مسوس 3500 دج، ليرتفع لأسعار خيالية تقارب سقف 7000 دج لليلة واحدة بشقة متواجدة بشارع خليفة بوخالفة، أودان، الأبيار، ابن عكنون…
نقابة الوكالات العقارية: قد تُستغل هذه الشقق من طرف مجرمين ومشبوهين…
وفي الموضوع، استنكر رئيس نقابة الوكالات العقارية، عبد الحكيم عويدات، في اتصال مع « الشروق » استفحال الظاهرة والتي يراها « سلبية… وبحث عن الربح السريع، دون توفير ضمانات الأمن والحماية من طرف المؤجرين ».
وحسبه، حوّل بعض المواطنين شققهم إلى فنادق ولكن في غياب ضمانات الأمن « فالفنادق تتعامل مع رجال الشرطة لتسجيل الداخلين إليها والخارجين وهو ما يوفر للزبائن الأمن والطمأنينة، أما في حال كان الزبون مشبوه وله نوايا سيئة، فأكيد سيفضل كراء شقة ولو بملغ مرتفع » يقول محدثنا.