كشف، سهرة الثلاثاء، قرار الناخب الوطني لوكاس ألكاراز بتغيير المدافع عيسى ماندي مباشرة بعد الخطإ الفادح الذي ارتكبه في الدقيقة الـ58 من المواجهة، ما كلف « الخضر » تلقي هدف التعادل، قوة شخصية المدرب الإسباني الذي سارع إلى إقحام كارل مجاني بديلا لمدافع نادي بيتيس إشبيلية من دون تردد في موقف يثبت غضبه الكبير تجاه ماندي، الذي واصل مردوده الباهت مع « الخضر » رغم تركيز بعض المتابعين في الحديث عن مشاكل دفاع المنتخب الوطني بعيدا عن هذا اللاعب.
وقالت مصادر مقربة من لوكاس ألكاراز لـ »الشروق » إن الأخير كان غاضبا من ماندي، الذي ارتكب خطأ فادحا في الدقيقة الـ58 من اللقاء، عندما ضيع كرة سهلة واختار تمريرها بطريقة فيها الكثير من السذاجة، في وقت كانت فيها الخيارات متاحة أمامه، وعلى رأسها اللاعب الشاب عطال على الجهة اليمنى من الدفاع، وكان ألكاراز حذر لاعبيه قبل المباراة وخلال حصص الفيديو من الأخطاء الدفاعية وضرورة إخراج الكرة بطريقة جيدة وسلسة من الدفاع، لكن ماندي وقع في المحظور رغم الملاحظات المتعددة لمدربه والتوصيات التي كررها مرارا وتكرارا خلال الحصص التدريبية التي سبقت المواجهة، وأضافت ذات المصادر أيضا أن ألكاراز لم يكن في الأصل مقتنعا بمستوى ماندي بعد معاينته لمواجهات « الخضر » في « كان 2017 » بالغابون، ولدى معاينته اللاعب خلال مواجهة فريقه أمام نادي ليغانيس الإسباني، حيث لم يعجب المدرب الإسباني بأداء ماندي في محور الدفاع، وترك الانطباع خلال ندوته الصحفية الأخيرة بأن ماندي أحسن على الجهة اليمنى منه في المحور.
وجاء قرار ألكاراز بتغيير ماندي بمثابة رسالة تحذيرية للاعب وزملائه في المنتخب الوطني، تبرز عدم تسامحه مع الأخطاء وإصراره على تطبيق فلسفته المرتكزة على الصرامة الكبيرة في التعامل مع اللاعبين، على عكس ما كان يحدث في عهد المدربين السابقين كريستيان غوركوف وجورج ليكنس، وكشف ألكاراز في أول اختبار عن شخصيته القوية، سواء في الموقف الذي قام به مع ماندي، أو حتى في تصرفه مع اللاعب سليماني بعد صافرات الأنصار تجاهه، ففي الوقت الذي لا يتسامح فيه مع أخطاء اللاعبين يبرز من جهة أخرى وقوفه معهم في الظروف الصعبة، ومن شأن هذه النقطة أن تعزز قدرته على التحكم في المجموعة.
هذا ويرجع غضب ألكاراز من ماندي إلى عدم اقتناعه أصلا بدفاع « الخضر »، حيث ظهرت عدة نقائص سهرة الثلاثاء، ولم يعط خط الدفاع الضمانات اللازمة للناخب الوطني قبل مواجهة الطوغو في افتتاح تصفيات « كان 2019″، وخاصة على مستوى المحور، فباستثناء المدافع بن سبعيني الذي كان أداؤه مستقرا ومطمئنا، كما كان عليه الحال في دورة الغابون، فإن أداء ماندي ومجاني لا يبعث على الارتياح، في انتظار تجريب المدافع الجديد الياس حساني، الذي غاب عن ودية غينيا بسبب عدم تأهيله رسميا من قبل الفيفا، في حين كان عطال مفاجأة بأدائه المقنع على الجهة اليمنى وغولام أيضا على الجهة اليسرى.