وتشير مصادر « الشروق » إلى أن اللقاء « الليلي » السري الأول ضم عبد المجيد سيدي السعيد التقى بكل من رئيس منتدى رؤساء المؤسسات على حداد وبوعلام مراكش من الكنفدرالية الجزائرية لأرباب العمل والعديد من وجوه الباترونا في منتدى رؤساء المؤسسات ومن خارجه، وخلاله اتفق الحضور على تنظيم اجتماع علني صبيحة الثلاثاء بذات الفندق للإعلان عن « موقفهم المشترك » في محاولة لليّ ذراع الحكومة وابتزازها.
ووفق ما ورد من معلومات، فإن الانزعاج بدا واضحا لدى الفصائل المجتمعة من قرارات الحكومة التي اعتبرها مراقبون بالجريئة، المدعومة بتصريحات تبون الأخيرة خاصة ما تعلق بفصل المال عن السياسة وسلسة الإعذارات التي وجهت لمجمع حداد للأشغال العمومية والري « ETRHB » وشركات أخرى وطنية وأجنبية، بعد تورطها المفضوح في تنويم المشاريع وارتكاب تجاوزات في بعضها.
ومن بين أسباب الاجتماعات الماراطونية أيضا لرؤوس الباترونا وسيدي السعيد، تؤكد ذات المصادر ما تعلق بالقرارات الأخيرة للحكومة بشأن العقار الصناعي وتصريحات وزير الصناعة محجوب بدة بشأن استيراد السيارات، وتجميد الوزير الأول لقرار المستثمرات الفلاحية النموذجية، وتصريحات الوزير بدة بشأن الأرقام « المغلوطة » التي قدمها سابقها عبد السلام بوشوارب.
وفي نفس السياق، أفادت مصادر نقابية لـ »الشروق » أن سيدي السعيد أعطى قبل أيام تعليمات للأمناء العامين والإطارات النقابية للمنطقة الصناعية للحجار بعنابة والمؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية بالرويبة، بمقاطعة لقاء كان مبرمجا بين وزير الصناعة محجوب بدة وإدارة ونقابات الحجار والـ « SNVI ».
وبرر سيدي السعيد تعليماته بمقاطعة الاجتماع نظرا لكون اللقاء برمجا من دون علمه لكنه سمع به عن طريق النقابيين ما دفعه لإعطاء تعليمات بمقاطعة اللقاء، لكنه سرعان ما عاد وتراجع عن قراره السابق، موضحة أن خلفية هذا الموقف هو مواجهة قرارات الحكومة وخاصة الدفاع عن المكاسب والمزايا الغريبة التي حصلت عليها الباترونا في عهد بوشوارب فيما بدا وأنه انزعاج صريح من تنحية الأخير من على رأس وزارة الصناعة!.
وبدأت اجتماعات الباترونا مباشرة بعد ما عرف بحادثة المدرسة الوطنية العليا للضمان الاجتماعي، أين غادر رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد من القاعة ولحق به سيدي السعيد بعد أن أبلغه القائمون على زيارة الوزير الأول عبد المجيد تبون بأنه غير مرغوب في بقائه داخل القاعة.
وفي اليوم الموالي للحادثة تهاطل سيل من إعذارات وزارة النقل والأشغال العمومية والموارد المائية على مجمع علي حداد للأشغال العمومية والري وهو ما فهم على أنه ضوء أخضر لطلاق من دون رجعة بين الحكومة وزعيم الباترونا.
ويبدو أن الباترونا مدعومة بسيدي السعيد، في هذا التحالف العجيب، تسعى من خلال هذه اللقاءات لتجنب ضربات جديدة من الحكومة، ومن جهة أخرى فهي تريد المحافظة على « الامتيازات » التي حصلت عليها سابقا من مشاريع وصفقات وتسهيلات وإعفاءات وغيرها، بما فجّر استغراب الرأي العام آنذاك.
لكن تحرك الباترونا والمركزية النقابية أو ما يُعرف بموقعي العقد الاجتماعي، بهذا الشكل وعلى هذا المستوى، يكشف برأي مراقبين أن مصالحها الحيوية قد بدأت تتضرر فعلا جراء قرارات الحكومة وما تعتزم القيام به في قادم الأيام، بما يعيد القاطرة إلى السكة ويصحح أخطاء الحكومة السابقة.