شرع رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي، في البحث عن مدرب جديد للمنتخب الوطني الأول، خلفا للإسباني لويس لوكاس ألكاراز الذي بات رحيله عن العارضة الفنية للخضر مسألة وقت فقط، وبالمقابل يسعى زطشي لتوريط أعضاء المكتب الفدرالي قصد منح « الشرعية » لقرار إنهاء مهام ألكاراز بعد 5 أشهر فقط من التعاقد معه لتدريب « الخضر ».
تسارعت الأحداث في بيت « الفاف » في الساعات الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بمستقبل المدرب الأندلسي الذي سيغادر منصبه قريبا نتيجة ما أملته الظروف المحيطة بالمنتخب والاتحادية في الفترة الحالية، وكشفت مصادر متطابقة لـ »الشروق » أن زطشي باشر مبكرا مخطط البحث عن خليفة ألكاراز، مضيفة إلى أنه لا يريد التسرع هذه المرة لاختيار المدرب « الأنسب » خاصة أنه يملك الوقت الكافي لانتداب مدرب، كون الخضر سيخوضون مباراتين شكليتين أمام الكاميرون ونيجيريا في أكتوبر ونوفمبر المقبلين على التوالي، لحساب الجولتين الخامسة والسادسة الأخيرة من تصفيات مونديال روسيا 2018، على أن يكون أول موعد رسمي سيخوضه المنتخب في شهر مارس من العام 2018، بمناسبة إجراء الجولة الثانية من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019. وكان زطشي قد بعث برسالة مشفرة على هامش اجتماعه برؤساء الرابطات الجهوية والولائية لمنطقة الغرب أول أمس الثلاثاء حول مستقبل ألكاراز حيث لمح لرحيله الوشيك، قائلا « سنعمل على الاستمرار في إحداث ثورة في المنتخب الوطني بوجود ألكاراز أو من دونه ».
وحسب ذات المصادر، فإن زطشي يملك العديد من السير الذاتية لمدربين، وسيقوم بدراستها بالتنسيق مع « الوصاية »، على أن يجري الإعلان عن المدرب الجديد أواخر العام الجاري أو مطلع العام 2018 على أقصى تقدير، كون التعاقد مع مدرب جديد قبل هذا الموعد سيكلف الفاف أمولا طائلة من دون أي فائدة بأن الخضر غير ملتزمين بأي مباراة ودية كانت أم رسمية إلى غاية شهر مارس.
وأدى إقصاء المنتخب الأول من التأهل إلى مونديال روسيا 2018، وما خلفه من تداعيات سلبية وصل صداها إلى أعلى هرم في السلطة، إلى تدخل وزير الشاب والرياضة بشكل مباشر قصد « الإطاحة » بألكاراز من منصبه عبر الضغط على رئيس الفاف خير الدين زطشي للتخلي سريعا عن المدرب الذي انتدبه ودافع عنه إلى آخر رمق، من باب أن الوزير نفسه هو من فرض زطشي رئيسا للفاف يوم 20 مارس الماضي، حيث كان المترشح الوحيد وقتها، بعد الدوس على جملة من القوانين لتعبيد الطريق أمامه لخلافة محمد روراوة.
وفي سياق متصل، يسعى رئيس الفاف للتنصل من مسؤولياته في قضية فسخ المدرب ألكاراز، حيث يسعى لتوريط أعضاء المكتب الفدرالي لاتخاذ قرار بشأن مستقبل المدرب الإسباني، خاصة أنه هو من كان وراء جلبه من دون استشارة أي طرف، وكان العديد من أعضاء المكتب الفدرالي قد أبدوا امتعاضهم من الطريقة التي تم بها انتداب ألكاراز، وخلف ذلك أيضا أزمة بين الرئيس ونائبيه ربوح حداد وبشير ولد زميرلي، قبل أن يكشف زطشي أول أمس الثلاثاء بوهران أنه « سيتم دراسة مستقبل ألكاراز خلال اجتماع المكتب الفدرالي بالعاصمة يوم الأحد المقبل »، ويريد رئيس الفاف من خلال كلامه، إضفاء « الشرعية » و »القانونية » على قرار إعفاء ألكاراز من منصبه، و »تعميم » المسؤولية على كامل أعضاء المكتب الفدرالي على غرار ما كان يقوم به الرئيس السابق للفاف محمد روراوة، ما يؤكد أن الرئيس « الشاب » يسير على نفس النهج من خلال القرارات « الارتجالية » التي اتخذها منذ انتخابه قبل 6 أشهر.