ناقض المدرب الجديد للمنتخب الوطني لكرة القدم، رابح ماجر نفسه خلال إعلانه عن قائمة الـ23 لاعبا الذين سيواجهون نيجيريا وإفريقيا الوسطى خلال الشهر الجاري، حيث قام بتغيير أكثر من نصف تعداد التشكيلة الوطنية بالرغم من أنه أكد خلال الندوة الصحفية التي عقدها يوم 19 أكتوبر الماضي بأنه لن يجري تغييرات على تركيبة المنتخب وسيعتمد تقريبا على نفس التعداد الذي واجه الكاميرون مطلع الشهر الماضي.
صنعت المفاجآت والتغييرات الجذرية التي شهدتها القائمة الجديدة للخضر الحدث وسط التقنيين والمتتبعين وحتى الجماهير، حيث كانت خيارات المدرب رابح ماجر محل جدل كبير بين مؤيد ومعارض لـ »لمسة صاحب الكعب الذهبي »، خاصة فيما يتعلق بإقصاء بعض « كوادر » التشكيلة الوطنية على غرار الحارس رايس وهاب مبولحي وسفيان فيغولي وإعادة بعض اللاعبين في صورة الحارس فوزي شاوشي.
وشهدت القائمة التي أعلن عنها ماجر دعوة 13 لاعبا جديدا مقارنة بلقاء الكاميرون من أصل 23 لاعبا وجه لهم الدعوة لمباراتي نيجيريا وإفريقيا الوسطى، واحتفظ فقط بتسعة لاعبين من التشكيلة السابقة، كما أقصى نفس العدد.
وتطرح هذه التغييرات « الجذرية » تساؤلات عديدة حول المعايير التي اعتمد عليها الطاقم الفني الجديد للخضر في إعداد قائمة اللاعبين، من منطلق أن ماجر صرح خلال ندوته الصحفية بأن الوقت غير ملائم تماما لإجراء تغييرات جذرية على التشكيلة، قبل أن ينقلب على مواقفه ويغير أكثر من نصف التعداد.
ويطرح تساؤل آخر حول المقاييس التي وظفها الطاقم الفني في اختيار اللاعبين المحليين، حيث وجه الدعوة لثمانية منهم رغم أن لا ماجر ولا مساعديه قاموا بالتنقل إلى الملاعب لمعاينة أداء اللاعبين المستهدفين، مثلما كان مرتقبا، خاصة وأن المدربين المساعدين مزيان إيغيل وجمال مناد وخلال تواجدهما مع ماجر في الندوة الصحفية أكدا بأنهما سيجوبان مختلف الملاعب قصد مراقبة بعض اللاعبين لضمهم لصفوف التشكيلة الوطنية.
ماجر على خطى روراوة…
وفي سياق متصل، طرح خيار ماجر باستبعاد اللاعب سفيان فيغولي والحارس رايس وهاب مبولحي عدة تساؤلات، وسط سيناريوهات كثيرة طفت إلى السطح حول الأسباب الحقيقية التي أدت بالمدرب لاتخاذ مثل هذا القرار « الجريء »، ورغم أن استبعاد مبولحي يبقى منطقيا بالنظر لعدم مشاركته بشكل منتظم مع ناديه رين الفرنسي، بل وغاب عن تشكيلة فريقه في المباريات الأخيرة بالبطولة الفرنسية، إلا أنه تم تداول عدة أسباب « غير رياضية » لإقصائه ومنها تصريحاته « الجريئة » بعد مباراة زامبيا بقسنطينة في سبتمبر الماضي عندما قال مهاجما بعض زملائه « من لا يبلل القميص من الأفضل أن يبقى في بيته » في إشارة واضحة للتقاعس والتراخي اللذان ميزا أداء بعض اللاعبين في التصفيات المونديالية والتي نتج عنها إقصاء الخضر مبكرا من تصفيات المونديال بعد خسارتهم أربع مباريات متتالية.
وفجر إقصاء فيغولي من مواجهتي نيجيريا وافريقيا الوسطى جدلا واسعا، حيث تم تداول عدة سيناريوهات وفرضيات منها قيام ماجر بـ »تصفية حساباته » مع نجم نادي غالاتسراي التركي، حيث كان الطرفان قد دخلا في حرب كلامية عنيفة منذ المشاركة المتميزة للخضر في مونديال البرازيل، حيث اندلع الجدل أنذاك بين فيغولي حامل لواء الجيل الحالي، وماجر ممثلا عن جيل الثمانينيات حول « الجيل الأفضل » وأحقية كل طرف بـ »صنع تاريخ المنتخب الوطني والكرة الجزائرية »، بينما تم تداول سيناريو آخر وهو رضوخ ماجر لرغبة الثلاثي « المغضوب عليه » رياض محرز واسلام سليماني ونبيل بن طالب، والذي « يكون قد اشترط استبعاد فيغولي مقابل العودة إلى صفوف « الخضر »، بعد أن تأزمت العلاقة بين « سوسو » والثلاثي في الآونة الأخيرة إثر تصريحات فيغولي خلال الندوة الصحفية التي سبقت لقاء الكاميرون في ياوندي مطلع شهر أكتوبر الماضي، والتي أكد فيها « لقد تم استبعادي من كأس إفريقيا 2017 ولم يدافع عني أي لاعب، وأنا بدوري لن أدافع عن اللاعبين المستبعدين »، مضيفا في تصريح مثير « حب الجزائر هو ما دفعني لتقمص ألوان الخضر ولم أمض أية عقود إشهارية ».
وفتحت هذه التصريحات باب التأويلات على مصراعيه وأكدت بما لا يدع أي مجال للشك وجود شرخ في العلاقة بين لاعبي المنتخب وتكتلات وسط المجموعة، وبالتالي فإن قيام ماجر باستبعاد فيغولي ومبولحي، يكون قد فضل « التضحية » بفيغولي ومبولحي لصالح مجموعة أخرى من اللاعبين.
كما سار مدرب الخضر على خطى الرئيس السابق للفاف محمد روراوة الذي وجد نفسه مرغما على التضحية بالمدرب الصربي ميلوفان رايفاتس بعد مباراة الكاميرون في افتتاح تصفيات مونديال روسيا في أكتوبر 2016، ملبّيا رغبة « ركائز » المنتخب وحفاظا على تماسك واستقرار التشكيلة.