صدمت صور مهربة من إحدى الورشات البعيدة عن أعين الرقابة والمخصصة لتحضير النقانق « المرقاز » المواطنين، بعد أن فضحت الظروف الغير صحية والغياب التام لشروط النظافة، خلال عملية تحضير هذه المادة الغذائية المحببة والحساسة والواسعة الاستهلاك لتتحول إلى سموم خطيرة قد تودي بحياة مستهلكيها.
A lire aussi
خلفت صور تحضير « المرقاز » المتداولة على صفحات التواصل الاجتماعي « الفايسبوك »، سخطا وغضبا كبيرين لدى المواطنين الذين تفاجؤوا بإعداده في ظروف كارثية، باستعمال أدوات متسخة ومواد غذائية يبدو من خلال لونها تلفها. حيث ظهرت في الصور كميات من النقانق الجاهزة موضوعة في صندوق يفترض أن يكون لونه أبيض، لكن لكثرة الوسخ وتراكمه فيه لم يعد بالإمكان تمييزه، ليأتي الدور على آلة الفرم والموضوعة على طاولة خشبية مليئة بالجراثيم والبيكتيريا وتطحن فيها كمية من الشحوم لونها يميل للاخضرار نتيجة تعفنها وقدمها.
وما يبعث على الاشمئزاز من خلال نظرة خاطفة على الصور والتي تبرز المساحة الضيقة لا تتعدى بضع أمتار لما يسمى ورشة لتحضير « المرقاز »، هو تلك المعدات البلاستيكية « باسينات » ودلاء مشبعة بالدهون تراكمت عليها الميكروبات والجراثيم بمحاذاة الصرف الصحي، فمن الوهلة الأولى يمكن الجزم بعدم غسلها منذ شراءها حتى الشحوم والمخلفات المستعملة في حشو النقانق توضع في أكياس ممزقة مخصصة لنقل الحبوب كي يتم استخدامها لاحقا في إعداد « المرقاز »، ويكون هذا بفرمها لقطع صغيرة ثم إضافة التوابل والبهارات وكميات كبيرة من الثوم وكذا « المعدنوس » حتى تتغير رائحة الشحوم واللحم النتنة المستعملة فيه، وإضافة الملونات التي تمنحها اللون الأحمر.
وفي هذا الصدد، أوضح رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي، بأن « المرقاز » مادة خاضعة لمرسوم تنفيذي في كيفية تحضيره وعرضه للبيع، فالقليل فقط من يحترمون هذه الشروط، فهذا المرسوم موجود وهو قديم يعود لسنوات التسعينات، لكن الإشكالية تكمن في محضري هذه المادة الغذائية. واستطرد زبدي قائلا إن نوعية اللحوم المستعملة وكذا الأمعاء « المصارن » تشوب حولهما العديد من التساؤلات، فالمستهلك يقتني كيلوغراما من « المرقاز » وبعد طبخه تتحول كميته لأقل من النصف.
وكشف زبدي عن خطورة « المرقاز » على صحة المواطن لما يحتويه من نسب عالية من الدسوم وفضلات اللحوم الغير قابلة للاستهلاك البشري، فقد بلغهم استعمال بعض المحضرين لرؤوس البقر، والأحشاء والأمعاء، فهو خليط يمكن أن يحتوي أي مادة لا تخطر على البال، ناهيك عن الشروط التي يتم تحضيره فيها، في ورشات تغيب فيها أدنى شروط النظافة، ودعا رئيس جمعية حماية المستهلك الأجهزة الرقابية خصوصا في البلديات لمضاعفة حملات المراقبة للحد من التجاوزات وإنقاذ صحة المستهلك.