عندما جاء الجنرال ديغول للجزائر في التاسع من ديسمبر 1960 كان يهدف هو و زبانيته أن يؤكد فكرة أن الجزائر جزء لا يتجزأ من فرنسا ، وأن فرنسا لن تفرط في الجنة التي احتلتها بالقوة في 1830 مهما كلفها الأمر ، كان ديغول يستهدف منح الجزائر حكما ذاتيا ليبقيها تحت الوصاية الفرنسية و هذا ما رفضه المعمّرون المناهضون لسياسة ديغول فقاموا بمظاهرات يوم 9 ديسمبر 1960 في عين تيموشنت ضد زيارة الجنرال محاولين إحباط برنامجه المبني على” الجزائر جزائرية” و حاملين لواء “الجزائر فرنسية.”
إلا أن أنصاره “الديغوليون” من الفرنسيين و الجزائريين البرجوازيين و بعض البرلمانيين المقتنعين بسياسته ، خرجوا في مظاهرات لمساندة مشروعه بإيعاز من حكومة باريس يوم 10 ديسمبر 1960 بغرض إفشال مشاريع المعمرين المناهضين لسياسة ديغول في الجزائر، و شعارهم في ذلك “الجزائر جزائرية.” هذا ما رفضه التيار الوطني ممثلا في الجماهير الشعبية و الذي دخل حلبة الصراع بقوة كتعبير عن رفضه للمشروعين و هو ما ظهر جليا في مظاهرات 11 ديسمبر 1960، حيث عبر الشعب خلالها عن تمسكه بقيادة الثورة و استقلال الجزائر، و شعارهم في ذلك ” الجزائر عربية مسلمة” – ” الجزائر مستقلة- و قالت الجموع بأعلى صوتها لا للحكم الذاتي لا للوصاية و لا لفرنسا و أولادهـــــــــا.
ثارت بلكور ، باب الوادي، الحراش ، بئر مراد ريس ، القبة ، بئر خادم ، ديار السعادة ، القصبة، وادي قريش ، ديدوش في هذا اليوم المبارك لتليها تيبازة وشرشال في 12 ديسمبر، سيدي بلعباس و قسنطينة في 13 ديسمبر و عنابة في 16 ديسمبر فكل ربوع هذا الوطن الحبيب و شعار الشباب و الشياب كان ،تحيا الجزائر حرة ، نريد الحرية نريد الإستقلال … حاولت فرنسا بالدبابة و بالمدفع صد عزيمة أولئك الرجال و النسوة ،لكن كيف لهم أن يصدوا من يرون حياتهم في إستقلال بلادهم و طرد المستدمر .
استشهد العشرات و جرح المئات ، لكن الجميع تيقن بعد مظاهرات الـ 11 ديسمبر من أن لا حل مع الجزائريين إلا منحهم الإستقلال و أن فرنسا لم و لن تبقى في أرض عاهد رجالها أنفسهم أنهم سيهجرُوا المهجع الأكلَ و الشربَ و اللذةَ و أيَ شيءٍ للحريةِ لاَ يدفع حتى يدحروا المستدمر الغاشم من أرضهم الطاهرة …فمن بقي على العهد ؟
بقلم : عمر هارون
Omarharoun88@gmail.com