لم يعد يفصلنا عن عيد الأضحى إلا يومان، ورغم أنه عيد الأضحية، إلا أن ارتفاع الأسعار لم يقتصر على هذه الأخيرة بل تجاوزها إلى مختلف المواد، وعلى رأسها الخضر التي لم تنزل أسعارها منذ أكثر من 15 يوما، ما أفقد المواطن البسيط نكهة العيد لتفكيره الدائم في كيفية اقتنائها.
وضع مؤسف لمسناه خلال تجولنا ببعض أسواق العاصمة كسوق الأبيار وميسوني وعلي ملاح، هذه الأسواق التي زرناها منذ أسبوع للوقوف على أسعار الخضر، والتي تلقينا فيها تطمينات سواء من تجار عاديين أو حتى من اتحاديات تجار الخضر والفواكه، بأنها ستنخفض قريبا، إلا أن ما حدث العكس تماما، بعد ارتفاع غير مســبوق لأسعارها لم يجد لها المواطن البسيط تفسيرا.
فحسب ما صرحت به إحدى السيدات وجدناها بسوق الأبيار، فإنهم ككل سنة يقتنون ما يلزمهم من خضر قبل حلول العيد، خاصة أن الأسواق تكون شبه خالية في أيام العيد، إلا أن ما صدمهم هذه المرة الارتفاع « الغريب »، لأنهم تعودوا على ارتفاعها في المناسبات، إلا أن هذه السنة « استثنائية »، واستدلت بأسعار بعض الخضر كالكوسة التي بلغ سعرها 200 دينار للكيلوغرام الواحد، رغم أن هذا النوع من الخضر يستعمل بكثرة في تحضير أطباق ترتبط بالعيد كالعصبان والكسكس، وهو نفس السعر الذي سجله الخس والطماطم والفاصولياء الخضراء، فيماتراوحت أسعار باقي الخضر بــين 80 و160 دينار، وهذا غير معقول، حسبها.
نفس التذمر لمسناه عند زائري سوقي ميسوني وعلي ملاح، حيث أجمعوا على أن أسعار الخضر صدمتهم هذه السنة، والأدهى، حسبهم، أن الارتفاع لم يستثن أي شيء. وعلى حد تعبير إحدى السيدات: « الارتفاع أصبح في كل شيء »، حيث أشارت إلى أسعار الحبوب الجافة والبهارات التي ارتفعت هي الأخرى مقارنة بأسعارها المعتادة، ويستغل التجار طلب الزبائن عليها، وهو ما أفقد العيد نكهته، حسب المتحدثة، ونسي الجميع الأجواء الروحانية والتضامن بين العائلات، ليهتموا بشيء واحد هو كيفية تأمين كل الحاجيات وسط الغلاء الفاحش.