تعيش ولاية سطيف في حالة غليان كبير بعد وفاة طبيبن والوفد المرافق لهما في سيارة اسعاف متجهة للعاصمة في حادث مرور ودخلا الاطباء الداخليين في اضراب بسبب قيامهم باعمال لا صلة لها بتكوينهم حيث رفضو ان يقومو باعمال لا صلة لها بميدان تكوينهم وهو الطب وذلك باستغلالهم من طرف مجموعة من الاطباء في القيام باعمالهم
مطالب بتدخل الوزير الصحة في خطر
طالب طلبة الطب بتدخل عاجل للوزير للتحقيق في ما يجري بولاية سطيف في قطاع حساس مثل الصحة والى الاسباب التي ادت الى وفاة
طبيبن في رحلة الى العاصمة حيث كانا يقومان بعمل ليس من اختصاصهما اصلا
هذاوكانت يارة إسعاف تابعة لمستشفى “سعادنة عبد النور” بسطيف، تعرضت لحادث مروري مميت أثناء مهمة إسعافية لنقل مرضى من مصلحة طب الأطفال بسطيف إلىا مستشفى “بوسماعيل” لجراحة القلب.
وأوضحت مصادرنا، أن آخر الأنباء عن الحادث تؤكد وفاة طبيبين و طفل مريض فيما تم وضع سائق سيارة الإسعاف واثنين تحت الرعاية
الطبية.
مستشفى سطيف إلى أين ؟
لم يصدق اليوم موظفي مستشفى سطيف الجامعي و خاصة السلك الطبي ما حدث لأثنين من زملائهم المتوفين في حادث سيارة الإسعاف بمنطقة الاربعطاش ولاية بومرداس ، الأطباء تجمعوا أمام مدخل المستشفى في وقفة احتجاجية و هم تحت الصدمة ، و بالرجوع إلى تفاصيل الحادث فإن سيارة الإسعاف التابعة للمستشفى انطلقت صباح هذا اليوم من وحدة الأمومة و الطفولة بالباز متوجهة إلى العيادة الطبية لجراحة القلب ببوسماعيل بولاية تيبازة لنقل طفلين صغيرين رفقة مرافقيهما مع طبيبين داخليين متربصين ، لتتعرض السيارة الى حادث مرور مميت حين اصطدمت سيارة الاسعاف بشاحنة مقطورة مما أدى إلى وفاة طبيبين داخليين ( متربصين) المرافقين للمريض و هما الدكتور »شريفي نبيل » 28 سنة والدكتورة » سلامي حفيظة » 27 سنة ، إضافة الى السائق بوجليدة رضا 30 سنة و الرضيع فيطاس فادي 3 أشهر بينما توجد والدة الرضيع المتوفي في وضعية جد حرجة ، أما الطفل الأخر و ووالدته فوضعيتهما مستقرة .
مدير المستشفى » بلقاضي نورالدين » سارع إلى عقد ندوة صحفية منتصف نهاراليوم قدم من خلالها تعازي الإدارة إلى عائلات الضحايا الأربعة رافضا أي تصريح حول قانونية مرافقة الأطباء الداخليين للمرضى خارج المستشفى ، كما رفض التعليق على أسباب الحادث إلى غاية استكمال التحقيق.
من جهتهم الأطباء الداخليين بالمستشفى قاموا بتنظيم وقفة احتجاجية نددوا من خلالها بالوضعية الحرجة التي يوجد عليها المستشفى مطالبين الإدارة بضمان حقوق الضحايا الذين حسب تصريحهم كانوا في مهمة غير قانونية باعتبارهم أطباء داخليين متربصين و مهمتهم تكمن داخل المستشفى فقط ، و لكن بسبب الإهمال و التسيب و نقص الإمكانيات ، فرضت عليهم مهام أخرى لمرافقة المرضي إلى مختلف المستشفيات سواء لنقل المرضى للمعاينة أو لإجراء تحاليل و فحوصات عن طريق أجهزة غير لا متوفرة بالمستشفى الجامعي سطيف ، الذي اصح حسب تعبيرهم هيكل بدون روح ، فلا أطباء مختصين في بعض الاختصاصات و لا جهاز سكانير و لا جهاز الرنين المغناطيسي (IRM ) فلو وجد أطباء مختصين و أجهزة صالحة لما تم نقل أي مريض خارج المستشفى الجامعي .
ليبقى التساؤل يطرح وسط الجميع ، مستشفى سطيف إلى أين.؟
عاشور جلابي / صوت سطيف.
حقيقة مستشفى الباز الذى صمم للمسنين و بنى لأجلهم ليحول الى هيكل بدون روح كمستشفى أكذوبة للام و الطفل
رئيس الجمهورية يضع حجر الاساس لمستشفى المسنين ليتحول بعد سنتين الى مستشفى للام و الطفل.
بتاريخ 25 جوان 2007 وضع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حجر الاساس لإنجاز قطب طبي بمنطقة الباز بسطيف يتكون من مركز لمعالجة مرضى السرطان بطاقة استعاب تقدر بــ 120 سرير و مستشفى للمسنين بـــ 138 سرير ، في ذلك الوقت تكلم الكثير من المسؤولين المحليين و المكلفين بقطاع الصحة عن نجاعة هذا المشروع و عن حكمة رئيس الجمهورية مؤكدين في تصريحاتهم أنه لن يكون دار حضانة للكبار و انما مستشفى مختص في أمراض الشيخوخة و المسنين و مثل هذه المستشفيات موجودة في كل دول العالم المتقدمة.
في ذلك الوقت من سنوات 2007 و 2008 لم يكن أي احد يتحدث عن امكانية الاستغناء عن هذا المشروع الهام لصالح المسنين الذى دشنه رئيس الجمهورية ، مع وجود حديث اخر عن امكانية استفادة الولاية من مستشفى للام و الطفل مستقل تماما عن المؤسسة الاستشفائية الجامعية سعادنة عبد النور ، و هذا باعتبار ان المستشفى القديم بحي كعبوب اصبح غير مؤهل للاستمرار في اداء هذه الخدمة.
وزير الصحة السابق السعيد بركات يقرر تحويل طبيعة المستشفى و القرار ينفذ بدون دراسة.
و من سنة 2007 حتى اواخر سنة 2008 كانت الاشغال تجري كما هو مخطط لها و على اساس التصميم الهندسي المخصص لمستشفى المسنين ، في شهر سبتمبر من سنة 2008 وعندما بلغت نسبة الانجاز أكثر من 50 % قام وزير الصحة حينذاك السعيد بركات بزيارة تفقد لهذا المستشفى و اثنى على هذا المشروع الهام الذى هو من بين اهم برامج رئيس الجمهورية في قطاع الصحة بكل القطر الجزائري ، لكن مباشرة بعد رجوع الوزير الى العاصمة بدأ الحديث يدور حول امكانية تغيير طبيعة المستشفى الى مستشفى للام و الطفل ، و لن يكون مستقل بذاته و انما يبقى دائما تابع للمؤسسة الاستشفائية سعادنة عبد النور ، و هذا رغم ان التصميم الهندسي لا يناسب الطرح الجديد اطلاقا ، و كالعادة يجد المسؤولين المبررات للبريكولاج الذى سيحصل و هو ما تم الاعلان عنه رسميا في شهر ديسمبر من سنة 2008 حين تحدث مدير الصحة لولاية سطيف بأن أسباب التحويل الذي تم اقراره من طرف الوزارة الوصية يعود إلى قدم مستشفى الأم والطفل بكعبوب و هو ما حال دون تكفل جيد بالمرضى وعرقل عمل المختصين بالنظر إلى الأعداد الكبيرة للمرضى الذين تستقبلهم المصلحة يوميا من سطيف والولايات المجاورة ، و تحدث ايضا الى أن المستشفى الجديد بعد استلامه سيضم مصلحة لطب الأطفال بــ 80 سريرا وأخرى لجراحة الأطفال بـ 42 سرير و عيادة للنساء والتوليد بـ 80 سرير و مصلحة للاستعجالات الطبية والجراحية خاصة بالأطفال وأخرى للفحص و قسم للإنعاش الطبي وآخر للأشعة بجهاز سكانير ومخبرا للتحاليل الطبية و قسم لجراحة الأسنان.
مستشفى الام و الطفل بالباز او الاكذوبة الكبرى التى صدقها المواطنين.
لكن اليوم نتساءل اين نحن من كل هذا ، فبعد سنتين بالضبط على انهاء تحويل جميع مصالح المستشفى القديم بكعبوب الى المستشفى الجديد ما عدا مصلحة طب الاطفال التي يشرف عليها البروفيسور بلقاسم بيوض ، تتحدث مصادرنا الرسمية و المؤكدة أن جميع الخدمات تتراجع الى الخلف و بصورة رهيبة جدا ، فقد تقلص التكفل في المستشفى من حيث عدد الاسرة و تدنت الخدمات في جميع المصالح فمكوث المرأة بمصلحة الولادة اصبح لا يتجاوز 24 ساعة في جميع الظروف و ازدادت نسبة الوفيات للمواليد و التي يرجعها المسؤولين الى ازدياد نسبة النساء الحوامل ، اما التحاليل و الاشعة التي تم الحديث عنها قبل استغلال المستشفى فهي موجهة للاستهلاك الإعلامي فقط و لا اثر لها على ارض الواقع و الدليل على ذلك ان ابسط التحاليل و الاشعة تجرى لدى عيادات خاصة خارج المستشفى.
فالمستشفى الذى يتربع على مساحــة 5 هكتارات و الذى انجز بغلاف مالي فاق 200 مليار سنتيم، لم يحقق ما كان منتظر منه من نوعية في التأطير الطبي بتوفير خدمات طبية عالية و المستشفى لم يعد مكسبا يعطى الاضافة لهياكل الصحة بالولاية ، و ظهر بوضوح ان عملية تحويله تعد خطأ كبير ارتكبه مسؤولي الصحة بتواطئي مفضوح من منتخبي الولاية و مسؤوليها الاداريين.
لعنة المسنين تلاحق سوء الخدمات بمستشفى الباز
ما يحدث اليوم بقطاع الصحة بسطيف له تداعيات بقرارات حدثت قبل 8 سنوات، و رغم أن الجهات المسؤولة لا تريد الحديث عن اصل المشكلة ، و لحد الان يتم الحديث عن هذا الهيكل الصحي كمستشفى للام و الطفل رغم ان اغلب المصالح التي تخص هذه الفئة غير موجودة به و الجميع على دراية ان هذا الهيكل بالوضعية الموجود عليها حاليا لن يزيد الامر الا تعقيدا و لا يجب التضليل في هذا الشأن و توجيه الأنظار الى امور أخرى معتقدين انها هي من تسبب الرداءة في الخدمات بهذا المستشفى.
خروج طلبة الطب للمطالبة برحيل مصلحة طب الاطفال هل هو تضليل ام تحويل للمطالب المشروعة؟.
أقول هذا عندما نتابع اليوم اكثر من 500 طالب من معهد الطب يجوبون مدينة سطيف من جامعة الباز إلى غاية عيادة الام و الطفل القديمة بكعبوب ، يرددون شعارات ابرزها المطالبة برحيل البروفيسور » بلقاسم بيوض » من على راس عيادة طب الاطفال بمستشفى الام و الطفل ، محملين اياه مسؤولية الحادث الاليم الذى راح ضحيته اثنين من زملائهم (طبيب وطبيبة ) و هذا بعد تعرضهم لحادث أليم و هم في مهمة لمرافقة طفلين مريضين من مصلحة طب الاطفال الى احدى العيادات بولاية تيبازة و هو الحادث الذى فجر موجة احتجاجات للطلبة المتربصين داخل المستشفى ، رغم ان بعض مصادرنا المؤكدة تحدثت عن حوادث سابقة للمرضى اثناء نقلهم بمرافقة اطباء متربصين و وصلت حتى وفاة المرضى قبل وصولهم الى الوجهة المطلوبة.
بعض المهتمين بالقطاع استغربوا كيف يتم تضليل هؤلاء الطلبة لحصر مشاكلهم في رئيس مصلحة طب الاطفال ، متسائلين هل المكلف بهذه المصلحة هو فقط من يرسل اطباء متربصين لمرافقة المرضى اثناء نقلهم خارج المصلحة ، و هل برحيل المعني ستحل جميع مشاكل الصحة بولاية سطيف.
بلقاسم بيوض رئيس مصلحة طب الاطفال يصرح حول الموضوع .
و للإجابة على هذه الاسئلة قصدنا مكتب الدكتور « بيوض بلقاسم » ، رئيس مصلحة طب الاطفال بمستشفى الام و الطفل التي لا تزال بالهيكل القديم بكعبوب ، عندما تدخل مكتب هذا البروفيسور الذى لا يختلف اثنان في درجته العلمية و مكانته الطبية في الاختصاص ، تندهش لهول ما ترى ، فالمكتب لا يليق اطلاقا ببروفيسور يشرف على هذه المصلحة ، و لكن سيهون الامر عندما نعرف ايضا انه حتى الاطباء المقيمين بالمصلحة ليس لهم مكاتب للمداومة ، و هو ما يدعوا للحيرة ، فكيف سيكون التكفل بالمرضى و الطبيب يعيش وضعية مزرية .
طلبنا منه توضيحات حول مطالب الطلبة الذين كانوا يهتفون خارجا بذهابه ، اجاب بكل وضوح نعم هم يطالبون بعدة اشياء و اغلبها مطالب مشروعة ، اما المطالبة بذهابي من على راس المصلحة ، فانا اول من طالب بذلك و اضاف انه تقدم بثلاث طلبات للاستقالة من هذا المنصب و هذا لظروف العمل المزرية و الامر اصبح لا يطاق فعلا ، ثم اكد انه القضية ليس في ذهابه هو و انما هي في المنظومة الصحية ككل فجميع المستشفيات تقوم بتكليف اطباء مقيميين لمرافقة المرضى و هنا تساءل كيف لبلد بحجم الجزائر لا تتوفر الى على مصلحة واحدة مختصة في راحة القلب ببوسماعيل بولاية تيبازة ، كما دافع البروفيسور بيوض بشدة عن مشروع مستشفى لطب الاطفال بسطيف نظرا للحوض السكاني المقدر بأكثر من 5 ملايين ساكن مع وجود مصلحة واحدة فقط لطب الاطفال هي المصلحة التي يشرف عليها على عكس ولاية قسنطينة مثلا التي يوجد بها لوحدها 05 مصالح مماثلة .
و بالتالي فهو يدافع منذ سنوات على ان يكون لسطيف مستشفى خاص للام و الطفل به جميع المصالح و ليس كما هو معمول به حاليا فحتى التكوين المتخصص في هذه الظروف اصبح بدون معنى ، و الحل هو مستشفى كامل و مجهز ، معتبرا في نفس الوقت ان مستشفى الباز لا يمكنه بأي حال من الاحوال أن يكون بديل لمستشفى كامل لطب الاطفال . و ختم البروفيسور حديثه معنا بحسرة و اسى كبيرين قائلا انه رغم المجهود الذي يقوم به في جانب التكوين بحكم المصلحة تابعة لمركز استشفائي جامعي هدفه الأول التكوين في جميع المستويات والأصناف والتخصصات، فهي ليست للاستشفاء والاستعجالات فقط، بل تضم عددا معتبرا من الأطباء المقيمين إلا انه يكافئ بصيحات الاستهجان المطالبة برحيله رغم انه يعتبر نفسه المحامي الاول للأطفال المرضى بسطيف و كافح كثيرا من اجل هذه المصلحة التي رفض من اجلها عدة اغراءات لا تقاوم .
