- إمام يخاطب المتعمدين: الشرع يوجب عليكم صيام 305 أيام متتالية
- دخل المزيد من مترشحي البكالوريا الجزئية في يومها الثاني، أمس، بوهران في صف المفطرين، منهم من تعمدوا بشهادة زملائهم عدم تبييت نية الصوم أصلا، والدخول إلى مراكز إجراء وهم في حالة إفطار قبل بدء الامتحانات، متسببين بذلك في انتهاك حرمة رمضان على العلن، شأنهم شأن حالات أخرى لم تخف عدم مقاومتها التوتر، وصعوبة مواضيع الرياضيات التي وجدوها أكثر تعقيدا وإطنابا من تلك التي وردت في الدورة الأولى، فراحوا يفرغون شحنات الضغط بتجرع مياه القارورات من تلقاء أنفسهم، ومن دون أي دخل لأطباء المركز ولا حراسه.
-
الغريب أن ما وقع، أمس، وما قبله الذي سجل فيه عدد محدود من المفطرين المتعمدين، منهم ذكور، قد انتقلت عدواه على مستوى مراكز تقع في أماكن ظليلة ومطلة على البحر، حيث الأجواء لطيفة، مثل ثانوية العقيد لطفي، ضف إلى ذلك أن درجة الحرارة، قد اتسمت خاصة في ثاني يوم للبكالوريا بالاعتدال على مستوى ولاية وهران قاطبة، ما يسقط تماما فرضية المشقة الشديدة التي قد يتسبب فيها الحر في يوم قائظ، وطبقا لتصريحات مترشحين تحدثت إليهم الشروق حول موضوع الحال، فقد تم الوقوف على أولياء ممتحنين كانوا وراء تشجيع أبنائهم على الإفطار، طمعا في العودة إليهم بعرابين النجاح، مستندين إلى فتوى خاصة وعلى مقاس موجبات الظرف الحالي، حيث تعمدوا غض الطرف عن التعمق في محتواها والضوابط التي وضعتها نصب أعين المعنيين بها، وراحوا يتخذونها حجة شرعية لانتهاك حكم شرعي ليس عليه غبار في شأن مبيحات الإفطار المعروفة.
وقد أكد محدثونا دائما أن مركز العقيد لطفي قد شهد لوحده إفطار أغلب المترشحين بسبب اختبار الرياضيات، الذي ورد أصعب بكثير من سابقه، وأيضا من مواضيع دورة 2015 المنقضية، إلى جانب تميز الموضوع الأول منه تحديدا بطول الأسئلة وتعقدها، حيث تناولا الدالة الأسية والدالة اللوغارتمية، إلى جانب هندسة الفضاء، الأعداد المركبة والمتتاليات.
في المقابل، اعتبر مسؤول خلية الإعلام بنقابة الأئمة لولاية وهران، إفطار مترشحي البكالوريا في غياب علة المرض التي تجيز ذلك شرعا، إفطارا متعمدا يفرض على صاحبه القضاء والكفارة والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى، بما يعني أنه مع انتهاء الدورة التي أفطر طيلة أيامها فهو مأمور بصوم 305 أيام متتالية مع التوبة، مؤكدا على عدم وجود أي رخصة شرعية أو فقهية تبيح إفطار رمضان بحجة الإرهاق والتعب في الامتحان ما لم يكن في ذلك خطر على حياة المترشح، أما استناد البعض على وجود فتوى شرعية في ذلك، فقد رد الشيخ الإمام على أن ذلك استهتار وإنقاص من حرمة رمضان، مضيفا أن ممتحني البكالوريا هم في عداد طلاب العلم، ولطالب العلم ثواب وأجر المرابط والمجاهد في سبيل الله، وذلك أعلى درجات الثواب، متسائلا: أين هم هؤلاء المترشحون من الذين كانوا يجاهدون في سبيل الله وهم صيام، وما أدراك ما مشقة الجهاد في غزوات النبي؟ وأين هم من صيام الإمام ابن كثير والإمام مالك، وأبي حنيفة ويوسف النبهاني؟، داعيا إياهم إلى اتقاء الله في شهر رمضان وتعظيم الصيام كما عظمه الله سبحانه، وعدم الانسياق وراء الفتاوى الزائفة
-
echrouk.