بدأت منذ الساعات الأولى من صباح الأربعاء (23 سبتمبر 2015) الموافق التاسع عشر من شهر ذي الحجة، قوافل حجاج بيت الله الحرام، بالتوجه إلى صعيد عرفات الطاهر، مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، وتحفهم العناية الإلهية ملبين متضرعين داعين الله عز وجل أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار.
وواكب قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات الطاهر متابعة أمنية مباشرة يقوم بها أفراد مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج، إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم.
وعلى امتداد الطرقات الموصلة بعرفات، انتشر رجال المرور، يساندهم أفراد الأمن والكشافة، باذلين قصارى جهدهم لتأمين الانسيابية والمرونة بالحركة.
وبجاهزية تامة لمختلف القطاعات الحكومية العاملة في خدمة الحجاج، وفرت في مختلف أنحاء المشعر الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام حامدين العلي القدير على ما هداهم إليه.
وتابع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات، موجهان بتوفير أفضل الخدمات لينعم ضيوف الرحمن بأداء النسك وهم آمنين مطمئنين.
ويؤدي حجاج بيت الله الحرام بمشيئة الله تعالى اليوم صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة اقتداء بسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام القائل: « خذوا عني مناسككم ».
ومع غروب شمس هذا اليوم تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة ويصلون بها المغرب والعشاء ويقفون بها حتى فجر غد العاشر من شهر ذي الحجة لأن المبيت بمزدلفة واجب؛ حيث بات رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى بها الفجر.
حالات إغماء وإعياء بين الحجاج في قطار المشاعر
شهدت محطة رقم (3) بقطار المشاعر، حالات إغماء وإعياء وإجهاد بين الحجاج، نتيجة الزحام الشديد والتكالب على ركوب القطار من خلال تلك المحطة، في ظل تعطل أبواب محطة رقم (1).
وأوضحت مديرية الدفاع المدني عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي « تويتر »، أن النظام الآلي للأبواب في قطار المشاعر بمحطة رقم (1) تعطل، ما أدى إلى تجمع الحجاج بأعداد كبيرة في محطة رقم (3)، وهو ما تسبب بدوره، وبعد طول انتظار، في حالات إغماء وإعياء وإجهاد بين الحجيج.
وأضاف أنه نتج عن الحادث إصابة 204 حجاج بإجهاد وإعياء من بين كبار السن، تم نقل 5 حالات منهم للمستشفيات والبقية عولجت في الموقع، وغادروا قبل مغادرتهم بالقطار إلى مشعر عرفات.
ولفت الدفاع المدني، إلى أنه تمت مباشرة الحالة على الفور من قبل القوة الموجودة بالمحطة والحماية المدنية، وذلك بفتح أبواب الطوارئ والحيلولة دون تدافع الحجاج ونقل المصابين.
حجاج بيت الله يستقرون على صعيد عرفات ويؤدون صلاتي الظهر والعصر..
وامتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته (110) آلاف متر مربع والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع بضيوف الرحمن.
وتقدم المصلين الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية حيث ألقى مفتى عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ خطبة عرفة – قبل الصلاة – استهلها بحمد الله والثناء عليه على ما أفاء به من نعم ومنها الاجتماع العظيم على صعيد عرفات الطاهر. ودعا في خطبته المسلمين إلى تقوى الله عز وجل حق التقوى.
توافدت جموع من حجاج بيت الله الحرام منذ وقت مبكر اليوم إلى مسجد نمرة لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم والاستماع لخطبة عرفة.
بعد أن من الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات الطاهر …. حجاج بيت الله الحرام يتوجهون إلى مزدلفة
توجه حجاج بيت الله الحرام بعد غروب شمس هذا اليوم الخميس التاسع من شهر ذي الحجة الجاري إلى مشعر الله الحرام مزدلفة بعد أن من الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات الطاهر وقضاء ركن الحج الأعظم في هذا اليوم الذي تعددت فيه ألوان الحجيج وتنوعت جنسياتهم واختلفت لغاتهم وألسنتهم غير أن قلوبهم توحدت مجتمعة على هدف واحد هو توحيد الله وابتغاء مرضاته وعفوه ومغفرته .
ويؤدي ضيوف الرحمن عقب وصولهم إلى مزدلفة صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير اقتداء بسنة المصطفى صلى الله علية وسلم ويلتقطوا بعدها الجمار ويبيتون هذه الليلة في مزدلفة ثم يتوجهون إلى منى بعد صلاة فجر يوم غد عيد الأضحى لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي .
وتعد هذه النفرة من عرفات إلى مزدلفة المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة لآداء مناسك حجهم .
وشهدت الطرق الفسيحة التي سلكها حجاج بيت الله الحرام في طريقهم الى مزدلفة انتشار رجال المرور والأمن والحرس الوطني والكشافة لمساعدة الحجاج وتسهيل حركتهم .