كسرت مؤسسة كونديا الفرنسية بالجزائر، حاجزا اقتصاديا واجتماعيا في نفس الوقت، لطالما أثار الكثير من الجدل والاحتدام، وذلك من خلال قيامها بتخفيض سعر علب الحليب بـ15 دينارا،
في الوقت الذي عجزت شركات كبيرة عن القيام بهذه الخطوة، رغم تراجع أسعار المواد الأولّية التي تدخل في منتوجاتها، بالبورصة العالمية.
ضربة موجعة تكون شركة كونديا قد وجّهتها لمختلف المتعاملين الاقتصاديين خصوصا في مجال الحليب والألبان ومشتقاتها، وذلك على خلفية قيام هذه المؤسسة بتخفيض أسعار منتوجاتها من الحليب بـ15 دينارا في كل علبة، وهو ما تُرجم من خلال مختلف إشهارات المؤسسة في الوسائل الإعلامية،
في الوقت الذي تشهد الأسواق الجزائرية زيادات معتبرة في الأسعار نتيجة انخفاض قيمة الدينار، الذي استغلّه بعض المتعاملين لتبرير زيادات لا أصل لها. وبالنظر إلى أهمية هذه المادة في حياة المواطنين، إلا أن مواد أخرى لا تقل أهمية من حيث الاستهلاك في المجتمع الجزائري، لا تزال تشهد ارتفاعا في السعر بدل انخفاضه، رغم الانخفاض الذي شهدته في البورصة والأسواق العالمية،
وخير دليل حسب بعض الخبراء الاقتصاديين، مادة السكر الذي يحتكره مجمع سفيتال منذ سنوات، وأرجع الخبراء هذا الأمر إلى قلّة التنافسية في هذا المجال،
حيث أفاد ممثل من جمعية حماية المستهلك، أن سعره لا يتجاوز الـ30 دينارا في البورصة العالمية. وقد لقي هذا التخفيض استحسانا كبيرا من قبل المواطنين الذين رأوا في الأمر مواتيا بعض الشيء لقدرات المواطنين، خصوصا في المرحلة الراهنة، كما رأى البعض ضرورة أن يقوم مختلف المتعاملين وفي مختلف المجالات، بتخفيض الأسعار كونها انخفضت في البورصة العالمية، التخفيض الذي قامت به المؤسسة، وحسب ما أفاد به مصطفى زبدي رئيس جمعية حماية المستهلك، لن يمس الجانب المنفعي وكذا الربح بالنسبة للمؤسسة، ولو كان كذلك يقول المتحدّث، لما قامت به المؤسسة من الأساس،
وهو ما يدل على أن المؤسسة راعت الظروف الاقتصادية الحالية التي يعيشها المواطن.
وعودة إلى التخفيضات التي قامت بها كونديا، فإن الأمر حسب زبدي، أدى إلى إسقاط العديد من الأقنعة على متعاملين اقتصاديين يستغلون مختلف الظروف لاستنزاف جيوب المواطنين، ومن شأن هذه الخطوة أن تفتح باب المنافسة بين المتعاملين في هذا المجال، مما سيؤدي في الأخير إلى تخفيض الأسعار لا محالة كون عامل التنافس يعدّ أساسيا في العملية الاقتصادية، وكون المتعامل لن يخسر شيئا باعتبار أن المادة الأولية انخفضت أسعارها في البورصة العالمية.
وأشار زبدي في نفس السياق، إلى أن جمعية حماية المستهلك ستقوم بحملات إشهار مجانية لفائدة المؤسسة، لدعمها في هذه الخطوة الجريئة.