ديدان تتحول لخنفساء وحيد القرن عابرة للحدود
150ألف نخلة مهددة بالزوال بالشريط الحدودي بالوادي
عبد العالي رحومة
أحدثت الإنتشار الواسع لديدان تتحول في غضون أيام قليلة إلى خنفساء حمراء اللون تسمى عند فلاحي القرية بوحيد القرن ،هلعا ورعبا كبيرين لدى مزارعي وسكان الشريط الحدودي المتاخم مع الشقيقة تونس بولاية الوادي، بعد أن حولت نخيل العديد منهم إلى ركام وأطلال في ظرف أيام وحتى أسابيع قليلة فقط
.
الشروق زارت وتوغلت في المزارع التي تبعد 120 كلم على عاصمة الولاية، ووقفت على حجم الكارثة التي حلت بالفلاحين، الذين وصفوا انتشار هذا الوباء وسط النخيل بالغير مسبوق ، ولم يشهد له في تاريخ الجهة الحدودية والساحة الوطنية نهائيا ، وأكدوا أن هذه الديدان لم يتم التعرف عليها حتى من قبل أكبر العارفين وخبراء الفلاحة بالمنطقة ، حيث تشير أكثر توقعاتهم إلى قدومها من الحدود والأراضي التونسية، إنتشارها بسرعة البرق ، مما يؤدي بسقوط النخيل، وينذر بتخريب وإتلاف ثروة النخيل المقدر بحوالي 150ألف نخلة، بشكل نهائي و غير مفهوم لحد كتابة هذه الأسطر .
وفي مزرعة بالمكان المسمى بالسبايس التابعة لبلدية الطالب العربي كانت الوجه، حيث يصل طول هذه الديدان والحشرات إلى حدود ما بين 10- 12سم، وتتحول في ظرف قياسي إلى خنفساء حمراء اللون سميت لدى أهل المنطقة، بخنفساء وحيد القرن، نظرا لشكل المشابه كثيرا لهذا الحيوان، بأجنحة تسهل لها عملية الطيران والتنقل، هذا وتعمل الديدان السالفة الذكر على تخريب القاعدة ولب النخلة تحت التراب، وتحوله إلى رماد أو ما يشابه البن المرحي أو القهوة، أما على الخنساء فتأتي على الجريد النخيل والجدع خصوصا، حيث تجعله مثقوبة وبها حفر، كأنها أثار عيار ناري أو رصاص من جميع النواحي .
هذه الظاهرة الخطيرة في تاريخ المنطقة والولاية أثارت حفيظة الفلاحين، كما تم الاستنجاد بمصالح الفلاحية التي قدمت حسب السكان، وأخذ عينات منذ أزيد من عشرة أيام لرفع للمعهد الوطني لحماية النباتات لتعرف عليها، دون وضع حلول وقائية واستعجالية حول هذه الكارثية على حد تعبيرهم، والذي أدخلهم إلى طريق مجهول ومسدود في ظل هذا الأمر، وإضطرهم للاستعمال طرق بدائية كحل مؤقت كمادة الرماد، والجير، وزيت الدخان على حد تعبير الفلاحين، الذي قلل من خطورة الوضع، وأكدت مصادر مطلعة وتقنية في المجال الزراعي أن مثل هذه الديدان تم ظهورها مع بداية الألفين في سلطة عمان بالخليج تحديدا، وتم القضاء عليها بطريقة بيولوجية بحتا مبتعدين على الطريقة الكيماوية وأضرارها .
في رسالة مستعجلة ناشد فلاحو الشريط الحدودي بالوادي من السلطات العليا وعلى رأسها وزير القطاع إلى التعجيل في وضع حلول جذرية، وعدم التماطل في إتخاذ الاجراءات اللازمة، حيث تأتي على شقاء العمر وإرث الأجداد، ومصدر الحياة في المنطقة القضاء على هذه الديدان العابرة للحدود قبل إتلاف، والتنقل إلى أماكن أخرى من الولاية