تم، ظهيرة أمس، الجمعة تشييع جثامين ضحايا جريمة القتل الوحشية، التي اهتز على وقعها حي بولحفة ببلدية هليوبوليس بقالمة، فجر أول أمس الخميس، عندما أقدم مجهولون على إزهاق روح الأب ـ ظريف محمد النذير ـ البالغ من العمر 49 سنة، وإخفاء جثته داخل الصندوق الخلفي لسيارته التي كانت مركونة في مرآب المسكن العائلي، ومنه التسلل إلى غرفة النوم وقتل الزوجة م.ل، البالغة من العمر 38 سنة، وابنهما الصغير ظ.و، البالغ من العمر خمس سنوات خنقا بوشاح والاستيلاء على بعض المصوغات والمجوهرات قبل أن يلوذوا بالفرار.
جثامين الضحايا تم نقلها عند منتصف النهار إلى مسجد بن العباس بوسط هليوبوليس، قبل نقلها لتشييعها بمقبرة هليوبوليس بحضور أكثر من 3000 مواطن جاؤوا من مختلف أرجاء ولاية قالمة، وحتى من بعض الولايات المجاورة للوقوف إلى جانب عائلة ضيف في محنتها التي اهتزت على وقعها مشاعر كل المواطنين.
وكان أئمة المساجد بمدينة هليوبوليس قد ركزوا في خطب الجمعة على الجريمة النكراء التي تم ارتكابها في حق أفراد العائلة التي أزهقت أرواحهم البريئة، دون أي ذنب.
وكانت مدينة هليبوليس قد شهدت منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة توافد الآلاف من المواطنين الذين قدموا إليها من مختلف المناطق لتقديم التعازي، وإبداء تضامنهم مع عائلة الضحايا. وهو ما تسبب في خنق حركة المرور، على مستوى شوارع المدينة.
على صعيد آخر، فقد كشفت مصادر الشروق أن وكيل الجمهورية لدى محكمة قالمة قد أمر بتشميع بيت العائلة بحي بولحفة حفاظا على معالم مسرح الجريمة وما قد يحتويه من آثار وأدلة يكون قد تركها الجناة خلفهم، إلى حين إتمام إجراءات المعاينة ورفع البصمات، وذكرت مصادر أخرى أن مصالح أمن الدائرة لازالت تواصل تحرياتها وتحقيقاتها المعمقة لكشف هوية الجناة، من خلال المعاينة الدقيقة لمسرح الجريمة باستعمال الكلاب البوليسية، وشنت حملة توقيفات شملت 12 شخصا يشتبه في تورطهم في هذه الجريمة النكراء، أو تكون لهم علاقة بحيثياتها.
جيران الضحايا من جهتهم لازالوا تحت الصدمة وتعالت أصواتهم أمس بالتهليل والتكبير، مطالبين بالإسراع في إظهار الحقيقة، وكشف هوية الفاعلين والأخذ بالقصاص لأرواح الضحايا، خاصة أن الأب المقتول غدرا، معروف اجتماعيا بحسن سيرته وسلوكه وبمواظبته على أداء صلاة الصبح جماعة في مسجد الهدى، وهو أستاذ سابق في مادة الفيزياء، قبل انتقاله للعمل في مفتشية قطاع التربية والتعليم بمقاطعة هليوبوليس واحد. وفي انتظار ما ستسفر عنه الساعات القادمة تبقى جريمة هليوبوليس واحدة من أبشع الجرائم التي تهتز على وقعها ولاية قالمة من حين إلى آخر.