أثار قرار إدراج تخصص ليسانس مهنية في الإمامة جدلا في الأوساط الدينية والجامعية، وذلك بسبب تخوف البعض من إفراغ مهنة الإمامة من هيبتها وذلك بتكوين أئمة حسب الطلب، فيما أثنت بعض الأطراف على قرار وزارتي التعليم العالي والشؤون الدينية، كونه يأتي كخطوة ايجابية للحد مما أصبح يعرف بفوضى الإفتاء.
لأول مرة أدرج دليل الطالب الجديد ليسانس مهنية تتبع بماستر ودكتوراه في تخصص الإمامة بالجامعات الجزائرية وهي خطوة أولى جاءت بقرار مشترك بين وزارتي التعليم العالي والشؤون الدينية والأوقاف.
لكن هذا القرار أغضب البعض ممن يرون في فرض هذا التخصص وإدراجه في الجامعة للطلبة الحائزين على شهادة البكالوريا من الراغبين في دراسة الشريعة والعلوم الإسلامية خطوة من قبل الوزارة لضبط الفتاوى وتكوين أئمة حسب الطلب، ويقطعون الطريق أمام بعض التيارات الإسلامية التي لا تروق لهم في أئمة المصلين بالمساجد والتربع على منبر المساجد.
غير أن القرار أثنت عليه التنسيقية الوطنية للأئمة والتي اعتبرت قرار إدراج تخصص « ماستر إمامة » أحد مطالبها السابقة، حيث صرح جلول حجيمي للشروق « لقد كان هذا التخصص أحد مطالب التنسيقية، وأكثر من ذلك لقد سبق وأن طالبنا بكلية للإمامة تتفرع منها مختلف التخصصات وليس تخصصا في كليات العلوم الإسلامية.. ».
وأثنى محدثنا على القرار، واصفا إياه بالقرار الذي سينظم مستقبلا مهنة الأئمة.
وأكد من جهته رئيس النقابة المستقلة للأئمة جمال غول أنها خطوة مهمة لقطع الطريق أمام فوضى الإفتاء وظاهرة زحف الفتاوى المشرقية، مؤكدا أن تخصص الإمامة سيضبط أكثر مهنة الأئمة، وتكون الوزارة قادرة على تحمل كل مسؤولياتها، مبرزا أن الكثير من الهفوات والأخطاء كانت الوزارة تجد مخرجا لها، لأنها لم تكن تتحمل مسؤولياتها بشأن بعض هفوات وأخطاء الأئمة، وسيكون هذا التخصص حماية لكل إمام مستقبلا.
الجدل حول التخصص الجديد خص الذكور دون الإناث، حيث أكدت بعض الأطراف أن المساجد بحاجة إلى مرشدات يقمن بمهامهن داخل المسجد، كون هذا الأخير يرتاده الرجال والنساء على حد سواء، وفي الموضوع، أكد رئيس النقابة المستقلة للأئمة أن الخطوة المقبلة بعد إدراج تخصص الإمامة سيكون فتحه أمام جنس الإناث، لكن ليشتغلن كمرشدات في المساجد.
جدير بالذكر أن تخصص الإمامة مفتوح فقط للطلبة الذكور من الحائزين على شهادة البكالوريا لهذه الدورة وسيكون مفتوحا عبر كليات العلوم الإسلامية والشريعة وسيمتد عبر مراحل الماستر والدكتوراه، ويكون عبارة عن لسانس مهنية تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف.
وسيعطي التخصص لطلابه الأولوية في التوظيف كأئمة في المساجد، وهو ما سيؤدى لاحقا إلى تحسين أجور هذه الفئة بالنظر لإدراج الشهادة.