لا يجب النظر بنظرة واثقة ويقينية إلى ما تبثه وتنشره وسائل الإعلام التقليدية والجديدة، فقد يكون الخبر مفبركا، والمقابلات مصطنعة، والتصريحات معدة مسبقا، فعالم الإعلام يعج بالحيل والمحتالين برتب مختلفة، مديري وسائل إعلام ، رؤساء تحرير وصحفيين، وأيضا ضيوف البلاتوهات، وإليكم بعضا من هذه الحيل:
-1- الأخبار الكاذبة:
تقوم بعض المؤسسات الإعلامية بغرض كسب سبق صحفى أو خدمة بعض أهداف القائمين بالتحرير بنشر إشاعات أو أخبار كذابة، في كثير من الحالات يتم كشف كذب هذه الأخبار لنجد أنفسنا أمام أفراد متلقين فاقدين الثقة في المؤسسات الإعلامية وفي قدرتهم على التصديق، الذي يعود بأثره على حياة الفرد اليومية، فيصبح مصابا بحالة من الوسوسة والشك فيما يتعلق بكل شىء، أما فيما لم يكتشف المتلقي كذب مثل هذه الأخبار فهو سوف يقع فريسة للكذب في حياته بشكل عام، حيث يعتاد تصديق أي شيء والثقة في كل شيء، ليصاب بشخصية ضعيفة مهزوزة يسهل التلاعب بها .
-2- تحويل الانتباه:
يستخدم هذا الأسلوب في حالات ارتفاع وعي الجمهور تجاه قضية ما، فتقوم الوسيلة الإعلامية، بإثارة قضية أخرى هامة، أو جعلها تبدو هامة، لتحويل انتباه الجمهور من القضية الأولى إلى الثانية لأسباب تختلف من وقت لأخر. ولكن مثل هذا الأسلوب يؤثر كثيرا على نفسية الفرد، حيث يصاب المتعرض لهذا الأسلوب بضعف التركيز في حياته بشكل عام فيصبح أكثر عرضة للوقوع ضحية لكل مؤثرات تحويل الانتباه في حياته اليومية.
– 3- خلق النموذج:
الراقصة الشريفة، فتاة الليل التي تعمل مضطرة لإعانة والدتها المريضة، رجل الدين الفظ حينا و الفاسق أحيانا كثيرة، البطل المدخن، الشاب المنحرف خفيف الظل، السياسي الفاسد الذي يحب وطنه..الخ
-4- دغدعة المشاعر:
من أهم أساليب الإقناع هو التلاعب بمشاعر المتلقين، والحق أن لها نتائج في غاية الخطورة وتحقق المرجو منها أسرع من الأساليب الأخرى، ولكن اعتماد كثير من الوسائل الإعلامية على هذا الأسلوب والمبالغة فيه يؤثر على المتلقيين بشكل دائم، فهو يبرز الجانب العاطفي و يهمل الجانب العقلاني الذي يضمر بمرور الوقت، لنجد أننا أمام أفرادا مثارين عاطفياً غير قادرين على اتخاذ أي قرار عقلاني أو تقييم الأمور وسريعي التأثر بأي خبر كاذب طالما منحهم التأثير العاطفي المطلوب .
بقلم الاستاذ عبد العالي زواغي