استهداف الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي للجزائر يأتي في سياق «أجندا» جديدة لتقويض الوضع الداخلي في هذا البلد المغاربي الغني بالنفط والغاز والقوي عسكريا.
وكذلك في إطار الضغط على السلطات الجزائرية للتخلص من ملف «عائشة القذافي» والتي لا تزال بمثابة «الصندوق الأسود» لوالدها العقيد الراحل معمر القذافي عليه رحمه الله.
وكان ساركوزي تعرض إلى الوضع بالجزائر خلال لقاء إعلامي نظمه على هامش زيارة «مطولة» إلى تونس وذلك بطريقة «أوحى» خلالها بأن «الفوضى» قادمة إلى الجزائر.
وحسب معطيات فإن استهداف ساركوزي للجزائر انطلاقا من الأراضي التونسية بالذات ليس إلا نقطة من جملة نقاط بداية إعادة استهداف الجزائر بعد فشل مخططات سابقة انطلقت دون انقطاع منذ اسقاط نظامي الرئيسين بن علي والقذافي اللذين كانا «درعا منيعا» لحدود الجزائر الشاسعة طيلة فترة حكمهما تونس وليبيا.
والمخطط الجديد الذي يصر ساركوزي على تنفيذه مدعوما بقوى أجنبية تقف وراءه يهدف إلى «عزل» الجزائر عن كامل محيطها الحدودي.
فحدودها مع مالي تتحكم فيها فرنسا أما ليبيا فحدث ولا حرج، وجل التنظيمات الارهابية المتواجدة هناك هدفها تركيز مواقفها لمهاجمة الجزائر عندما تأتيها تعليمات «الخارج» وبالنسبة للمغرب، فإن العلاقات الحالية بين البلدين لا يمكن أن تجعل الجزائر «مطمئنة» إلى هذا الجار الذي تتهمه الجزائر بأن له يدا في عدة أحداث عاشتها.
ساركوزي سعى إلى «ضرب» العلاقات التونسية ـ الجزائرية حتى تتأزم أكثر فأكثر وعندها ستفقد الجزائر «حليفا» قويا لها تربطه معه حدود مشتركة من الغابات والجبال.
عندها تصبح «دولة معزولة» على محيطها فيحصل «اختراقها» على وجهات متعددة سيما أن الجيش الجزائري «أرهقته» كثرة انتتشاراته ويكفي التأكيد على أنه وضع 20000 عسكري على حدوده مع تونس وضعفهم على حدود ليبيا و30000 على حدود المغرب وآلاف أخرى على حدود مالي والتشاد وهو ما من شأنه أن «يضعفه» كثيرا وسيجعله غير قادر على حسن حماية الأمن القومي للدولة الجزائرية داخليا وخارجيا!!
ضغوطات للتخلص من «عائشة»
الرئيس الفرنسي السابق النذي نزل في زيارة إلى تونس والتقى أيضا خلالها بسفيره سابقا في ليبيا «آلان قوايات» الذي غادر ليبيا مباشرة بعد «مقتل» عمر القذافي وأصبح لاحقا سفيرا لفرنسا بتونس، وتجمع الرجلين علاقات قوية جدا.
وقد سعى «سار» إلى استهداف الجزائر و«تخويفها» من فوضى وعدم استقرار قادمين وتلك التهديدات تحمل رسائل إلى الجزائريين من «مغبة» مواصلتهم «احتضان» السيدة عائشة القذافي، التي يعلم الجميع أنها «الأقرب» إلى قلب والدها رحمه الله وهي بمثابة «الصندوق الأسود» لجميع «أسراره» و«علاقاته» والتخلص من نجلة العقيد الراحل يخلص ساركوزي من «معوقات» عودته المزعومة إلى قصر الايليزي.
« ليلة ساخنة » بين القذافي وزوجة ساركوزي دمرت ليبيا
انهيار ليبيا والإطاحة بالقذافي كان وراءها الرئيس السابق لفرنسا نيكولا ساركوزي، بعدما أرسل ساركوزي زوجته السابقة سيسيليا إلى القذافي لتسوية ملف الممرضات البلغاريات مقابل ليلة مع القذافي، وعند رجوع زوجته قام مباشرة بتطليقها حفاظا على مستقبله السياسي.
تونس ـ «الشروق»