شكلت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، الخميس الماضي لجنة تحقيق خاصة تتكون من إطارات سامية للتحقيق في أسباب ارتفاع نسبة وفاة المولودين الجدد، بعد أن وصلتها إحصائيات تتحدث عن وفاة 30 ألف رضيع سنويا، أي بمعدل وفاة 83 مولود جديد يوميا.
وكشفت مصادر بوزارة الصحة لـ »الشروق » أن وزير القطاع عبد المالك بوضياف، أمر اللجنة التي شكلها، والتي تضم إطارات سامية، في التحقيق، حول الأسباب التي أدت إلى ارتفاع نسبة وفاة المواليد الجدد في المستشفيات والعيادات، خاصة بعد التقرير الذي تلقاه والذي تطرق معدوه إلى نقص التكفل والتهاون واللامبالاة وحمل الممرضات والقابلات وحتى الأطباء مسؤولية ارتفاع وفيات الرضع، خاصة في المدن الداخلية.
وبلغة الأرقام، أشار التقرير السنوي الذي تلقاه وزير الصحة، إلى تسجيل وفاة ما يربو عن 30 ألف مولود جديد، أي بمعدل 83 مولود يوميا، وأن 80 بالمائة من الوفيات تسجل في صفوف المواليد دون السنة الأولى.
وفي هذا السياق، أكد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة البروفيسور مصطفى خياطي لـ »الشروق »، أن تشكيل هذه اللجنة تأخر كثيرا، لأن تسجيل وفاة 30 ألف مولود جديد سنويا يوصف بالخطير، والأرقام المتوفرة لدى هيئته تحصي، وفاة 40 مولودا في الألف من بين 600 ألف ولادة سنوية، موضحا أن الوفيات عند الرضع تمثل 80 بالمائة من وفيات الأطفال في الجزائر، أغلبيتهم يتوفون في المراحل الأولى من الولادة، و50 بالمائة يموتون بعد 24 ساعة، أما نسبة المواليد الميتين فتمثل 35 .92 بالمائة من الوفيات الناجمة أساسا عن نوعية العلاج.
وأضاف البروفيسور خياطي، أن ارتفاع نسبة المواليد الجدد عبر المستشفيات والعيادات في الجزائر، ظاهرة بلغت مستوياتها القياسية مقارنة بالدول الأخرى، فمثلا في الإمارات العربية فإنه تسجل وفاة 12 إلى 13 ألفا سنويا، مؤكدا على أن الولايات الداخلية تسجل أعلى نسبة في الوفيات لدى المواليد الجدد، حيث يتراوح معدلها بين 50 و60 في الألف مقارنة بالولايات الكبرى، التي توفر على أكبر عدد من المستشفيات وعيادات التوليد، حيث لا تتجاوز النسبة 30 بالمائة في الألف من مجموع الوفيات.
وعن الأسباب المؤدية إلى ارتفاع الوفيات لدى المواليد الجدد قال خياطي إنها ترجع إلى نقص التكفل الطبي وغياب التكوين لدى الأطباء العامين ونقص المختصين في التوليد وإهمال القابلات ونقص الكفاءة.