قضت قوة خاصة من الجيش الوطني الشعبي، متخصصة في تعقب قيادات الصف الأول في التنظيمات الإرهابية، على أحد القيادات السابقة في تنظيم « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي »، وأحد مؤسسي « إمارة الصحراء » في ذات التنظيم، ويوصف بأنه « مهندس عمليات الاختطاف في الساحل »، وهو المكنى « أبو الحسن » أو « أبو سلمان بكاري علي »، المحكوم عليه بالإعدام غيابيا في الجزائر وبالمؤبد في موريتانيا.
أشار بيان مقتضب لوزارة الدفاع الوطني إلى القضاء على الإرهابي علي بكاري أبو الحسن، ويسمى أيضا أبو سلمان، وليس من عادة وزارة الدفاع الوطني تسمية الإرهابيين القتلى بعد القضاء عليهم، إلا في حالة تعلق الأمر بقائد ميداني أو شخصية مهمة في التنظيمات الإرهابية. ويوصف أبو الحسن أو أبو سلمان بأنه من قيادات الصف الأول في الجماعات الإرهابية في الجزائر، وهو أيضا مهندس الاختطافات، حيث شارك في 3 عمليات اختطاف مهمة في شمال مالي جنوبي الجزائر، وعمل لسنوات رفقة أبو زيد عبد الحميد، أمير القاعدة وقائدها العسكري في الساحل، وهو من قدامى إمارة الصحراء في تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، عمل منذ عام 1997 تحت إمارة مختار بلمختار، ضمن المنطقة التاسعة، ثم التحق بجماعة عبد الرزاق البارا، بعد الانشقاق الأول عن بلمختار عام 2001، وقد شارك في عملية اختطاف الرهائن الألمان في صحراء الجزائر عام 2003، ثم التحق بشمال مالي وعاد إلى جماعة بلمختار، بعد اعتقال عبد الرزاق البارا في تشاد، إلا أنه التحق مجددا بجماعة عبد الحميد أبو زيد عام 2005، وشارك في عدة عمليات اختطاف ضد رعايا غربيين. وتشير تقارير أمنية إلى أنه تورط في عملية خطف رهينتين نمساويين في شمال مالي، ثم عملية خطف رهائن إسبان في نواديبو بموريتانيا.
وصنفت مصالح الأمن الجزائرية بكاري علي، عام 2008، بأنه أحد أبرز المطلوبين ضمن تنظيم القاعدة في شمال مالي رفقة موريتانيين، منهم « القيرواني الموريتاني »، أمير كتيبة « يوسف بن تاشفين » الذي قضي عليه في العمليات العسكرية الفرنسية في شمال مالي عام 2013، وفي عام 2008 أصدرت محكمة جنايات بسكرة حكما غيابيا بالمؤبد في حق علي بكاري، كما أدين بالإعدام من قبل محكمة جنايات مجلس قضاء ورڤلة عام 2013.
القضاء على أبو الحسن، جاء أياما قليلة بعد تداول معلومات حول مقتل مختار بلمختار، في عملية يكون قد نفذها تنظيم الدولة الإسلامية ضده في مدينة درنة الليبية، إلا أن تنظيم « مجلس شورى مجاهدي درنة » الذي يعد بلمختار أحد أبرز قياداته، لم يعلق على الخبر، لا بالنفي ولا بالتأكيد.