كشف وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب عن إنتاج أول سروال « جينز » جزائري من قطب الصناعات النسيجية بغليزان « تايال » بالشراكة مع الأتراك شهر ديسمبر 2018.
وسيموّن المشروع، حسب بوشوارب، الذي قادته زيارة عمل وتفقد لمشاريع قطاعه بولاية غليزان الإثنين، السوق الجزائرية بـ12 مليون سروال جينز و12 مليون قميص بأزرار و6 مليون قميص دون أزرار، وهو ما سيقضي على نسبة كبيرة من الاستيراد، خاصة وأن المتعامل التركي يتمتع بخبرة كبيرة تفوق الـ40 سنة في مجال النسيج بسوق اسطنبول، كما ستعود صناعة الألبسة الجزائرية التي حققت نجاحات كبرى في ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي للواجهة بقوة، وهو ما سيساهم في خفض الأسعار بشكل ملحوظ في خفض أسعار الملابس الجاهزة بالسوق الوطنية التي تستورد 90 بالمائة من حاجياتها.
ويمثل المشروع شراكة بين شركات وطنية عمومية والشركة التركية الدولية « انترتاي » ، كما يتربع على مساحة 2,5 مليون متر مربع بالمنطقة الصناعية سيدي خطاب بغليزان، التي اكد الوزير أنها ستتحول إلى قطب اقتصادي ضخم بالغرب الجزاىري، بحكم أن مشروع النسيج سيكون الأكبر على الإطلاق بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، خاصة وأن سيدي خطاب ستحتضن أيضا مشروع مصنع فلوكسفاغن للسيارات.
واعتبر مسؤولو المشروع خلال لقائهم بوزير الصناعة أن قرب المنطقة الصناعية من عواصم الموضة الأوروبية على غرار باريس وميلانو وبرشلونة، سيسمح بتصدير المنتجات الجزائرية التي تتمتع بالضمان، منذ شراء المادة الأولية إلى غاية التصنيع وسلسلة التوزيع للمحلات, إلى الخارج وتوسيع نشر منتجات « صنع في الجزائر » بكافة بقاع العالم، وسيكون المصنع، حسبهم، نموذجا لإعادة إحياء مصانع النسيج المفلسة قبل سنوات، حيث سينتج مركب غليزان الأقمشة والملابس الجاهزة أيضا، وستضمن الشركة الماركوتينغ للمشروع وتنظيم المبيعات وتكوين طلقم العمال، وتعادل تكلفة المشروع الذي سيوظف 10 آلاف عامل ويكون 500 منهم يوميا بداية من مارس المقبل، 800 مليون دولار كمرحلة اولية وملياري دولار كمبلغ إجمالي.
وقال الوزير أن مصنع غليزان سيكون بمثابة ثورة صناعية في الجزائر التي تستعد للتحول إلى دولة ناشئة بحلول سنة 2019، عبر إحياء قطاعات صناعية هيكلية كانت نائمة إلى وقت قريب، وهي الميكانيك والحديد والإسمنت والنسيج، مطالبا مسؤولي المشروع الأتراك بالتمون بالمادة الأولية من السوق الجزائرية واقتناء التجهيزات من الخارج قبل انخفاض قيمة الدينار.
وكشف بوشوارب بالمقابل, عن استكمال إنجاز 20 منطقة صناعية من أصل 50 أعلنت عنها الحكومة قبل سنة وبضعة أشهر، لتكون هذه الأخيرة جاهزة للتوزيع على المستثمرين بداية من اليوم، 18 جانفي 2017