قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم منح القارة الإفريقية لكرة القدم ثلاثة مقاعد إضافية في لجنته التنفيذية، في إطار محاولاته لاستعادة الثقة والمصداقية بعد شهور من فضائح الفساد والرشوة التي طالته منذ شهر ماي الماضي، والتي أسفرت عن تورط وإيقاف العديد من المسؤولين، وأدت أيضا لانسحاب العجوز السويسري جوزيف سيب بلاتير من منصبه كرئيس للهيئة الكروية الدولية، بعد إعادة انتخابه مباشرة، قبل أن يتم إقصاؤه رفقة رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الفرنسي ميشال بلاتيني من ممارسة أي نشاط متعلق بكرة القدم لمدة 8 سنوات.
قررت الفيفا توسيع مكتبها التنفيذي ليضم 36 عضوا بدلا من 24 بالإضافة لرئيس الفيفا موزعة بين مقعد للرئيس، و3 مقاعد لأوقيانوسيا و9 مقاعد للإتحاد الأوروبي لكرة القدم و7 مقاعد لكل من الإتحادين الآسيوي والأفريقي و5 لاتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاراييبي (الكونكاكاف) و5 لاتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (الكومنيبول) ويقدم المجلس رؤيته لتطوير كرة القدم وما يفيدها على مستوى العالم.
وفي السابق كان هناك مقعد وحيد لأوقيانوسيا و4 لكل من آسيا وأفريقيا و3 لـ”الكونكاكاف” و3 لـ”الكومنيبول” و8 لأوروبا.
ويمثل “الكاف” حاليا أربعة أعضاء في اللجنة التنفيذية للفيفا وهم المصري هاني أبو ريدة، وعوماري كونستانت من الكونغو الديمقراطية، البورندية ليديا نسيكيرا والتونسي طارق بوشماوي بالإضافة إلى رئيس الكاف، الكاميروني عيسى حياتو الذي يرأس الفيفا مؤقتا منذ يوم 8 أكتوبر الماضي.
وكان كل من بوشماوي وعوماري قد عوضا على التوالي كلا من رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة والإيفواري جاك أنوما في اللجنة التنفيذية للفيفا خلال انتخابات شهر ماي الماضي، حيث تقرر انتخابهما استثناء لعهدة تدوم سنتين فقط.
ومن المؤكد أن التغييرات التي يتمس تركيبة اللجنة التنفيذية للفيفا، ستصب في مصلحة روراوة، الذي يسعى للعودة من الباب الواسع لأكبر هيئة كروية دولية، بعدما انسحب مضطرا في الانتخابات السابقة، من ترشيح نفسه لعهدة ثانية على التوالي بعد الأولى (2011/2015)، و أكد متتبعون لهذا الشأن، أنذاك، بأن انسحاب رئيس الفاف من تجديد عضويته، كان استراتيجيا أملته الظروف التي أحاطت بعلاقته المكهربة مع رئيس الكاف عيسى حياتو، وكذا ترشح الجزائر لاستضافة إحدى دورتي كأس أمم إفريقيا 2019 و 2021، وكذا دورة 2017، قبل أن تخسر الرهان لصالح كل من كوت ديفوار والكاميرون والغابون على التوالي. وسمح انسحاب روراوة من تجديد عضويته في اللجنة التنفيذية للفيفا، أيضا بالابتعاد عن الأضواء وتخفيف حدة الضغط عن نفسه فيما يخص علاقته بحياتو الذي رأس أيضا اللجنة التنفيذية للكاف، التي يعتبر روراوة عضوا فيها منذ العام 2004.
روراوة يظفر بموقع استراتيجي في “حرب” الكواليس
ومع “حرب” الكواليس التي اشتعلت في حاليا على بعد 3 أسابيع من انتخابات رئاسة الفيفا، كثّف رئيس الفاف محمد روراوة من تحركاته في الآونة الأخيرة، كي يجد موقعا جيدا يسمح له بالعودة مجددا لأروقة الفيفا، حيث سبق له وأن استقبل بالجزائر، المرشح البارز، السويسري جياني أنفاتينو الذي حضر مباراة الجزائر وتنزانيا (7/0) يوم 18 نوفمبر الماضي في تصفيات مونديال روسيا 2018، فضلا عن لقائه بمرشح القارة الأسيوية، الشيخ سلمان براهيم أل خليفة الأسبوع الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، وكذا باقي المرشحين، الأمير الأردني علي بن الحسين، الفرنسي جيروم شامبان والجنوب إفريقي طوكيو سيكسويل.
ومن بين التغييرات الأخرى التي استحثتها الفيفا، هي انتخاب مجلس قيادة هذه الهيئة بواسطة أعضاء كل أعضاء الكيان الحاكم لكرة القدم (أعضاء الجمعية العامة) وجميعهم سيقدمون أوراق تثبت نزاهتهم للجنة الفيفا المستقلة. وستصل مدة خدمة المجلس والرئيس لمدة 4 أعوام للعهدة الواحدة على ألا يعاد انتخابهم لمدة تزيد عن 3 دورات. كما سيتم تقديم تقارير ذمة مالية سنوية وتقرير مالي مفصل من قبل كل من الرئيس والمجلس والأمين العام. كما أوضحت الفيفا من خلال الفيديو، أن الفصل بين المهام أمر مهم للغاية من أجل صنع قرارات كروية تهتم بسياسة كرة القدم بطريقة واضحة أكثر مما كان عليه الوضع في السابق. وفي سياق متصل سيكون منصبا على الأمين العام مرفقا بمنصب جديد وهو رئيس تنفيذي للالتزام، ويقومان بتنفيذ رؤية المجلس على أرض الواقع. وسيتقدم السكرتير العام بتقرير للمجلس وتتم مراقبة العملية بأكملها بواسطة لجنة مراجعة مستقلة.
ولن تتوقف عملية إعادة الهيكلة عند الفيفا فقط بل ستصل إلى اتحادات الكرة حول العالم ويلتزم الـ209 عضو بتنفيذ وتطبيق خطة إعادة الهيكلة الجديدة الخاصة بالفيفا وقيمها حيث تؤكد أهمية قيم ونزاهة اللعبة.
التعليقات 0