عدد المكتتبين الذين أرسلت إليهم “أوامر بالدفع” لم يتجاوزوا الـ 65 ألف مكتتب منذ انطلاق العملية في شهر ماي الماضي
وفي المقابل، تشير تصريحات وزير السكن والعمران والمدينة عبد المجيد تبون إلى أن عملية إرسال كل “أوامر الدفع” إلى المكتتبين المقبولين مبدئيا الذين يفوق عددهم 450 ألف مكتتب ستنتهي أواخر شهر ديسمبر المقبل، وهي أمر مستحيل مقارنة بالعدد المهول من المسجلين الذين ينتظرون الحصول على أوامرهم، مما يعني أنه إذا سلمنا بتصريحات الوزير تبون فسيتم استدعاء أزيد من 8 آلاف مكتتب في مراكز وكالة عدل عبر التراب الوطني، وهي مهمة مستحيلة، في الوقت الذي يبدو أن القائمين على وكالة عدل غير مستعجلين إزاء الفترة التي حددها الوزير تبون، حيث سمحت زيارة ميدانييوم الخميس الماضي إلى مقر الوكالة بسعيد حمدين بالعاصمة إلى الوقوف على العدد الضئيل للمكتتبين الذين قدموا لاستلام أوامر الدفع وعلى عكس حالة الغليان التي يعيشها أغلب المسجلين الذين ينتظرون استدعاءهم بفارغ الصبر يعم هدوء المقابر في الخيمة البيضاء التي وضعت في باحة الوكالة التي خصصت في الأساس لاستقبال المكتتبين، غير أن المشهد داخلها لا ينم عن ذلك إطلاقا، فالمقاعد بمجملها كانت شاغرة، كما أن مكتبين فقط من أصل 3 مكاتب وضعت لدراسة ملفات المواطنين المعنيين بالعملية بقيت موصدة إلى منتصف نهار الخميس. واعترف بعض الموظفين أن العملية تسير بوتيرة بطيئة مقارنة بالعدد الكبير للمكتبيين غير أنهم أكدوا أن طاقم العمال يبذل أقصى طاقته لتحليل ومعالجة أكبر عدد من ملفات المكتتبين ورغم أن تلك التصريحات لم يعكسها الواقع فإنها تدل على نقص في طاقم العمل المكلف بعملية تحدد مصير الآلاف من المواطنين في ضمان حقهم في سكنات لائقة وهو ما وقفنا عليه خارج الوكالة التي امتلأت بعشرات المكتتبين اليائسين من من سئموا انتظار استدعاء الوكالة فقدموا بأنفسهم. وصرح لنا “ع. م« وهو رجل في الخمسينات من العمر أن الشك بدأ ينتابه فعلا من حقيقة هذا البرنامج الذي يعول عليه لتحقيق سكن يأويه وعائلته وينهي معاناته مع الكراء الذي استنزف ميزانيته المتوسطة على حد قوله في حين أبدى مكتتب آخر ملتح في متوسط العمر استياءه من عدم تلقيه “الأمر بالدفع” أو حتى “الإشعار بالتلقي” رغم أنه سجل في اليوم الأول لانطلاق العملية، في حين يحاول أعوان الأمن المتواجدين على مستوى المدخل الذي خصص لاستقبال المكتتبين إقناع المتقدمين إلى الوكالة من دون استدعائهم بالانتظار والقول إن “كل من لم يتلق رفضا فهو مقبول”.