أعدت المنظمة الجزائرية للمستهلكين تقريرا صادما عن تحويل مادة الشعير المدعمة واستعمالها لتمويل مصانع البيرة التي تستخدم عصير الشعير لإنتاج « البيرة الحلال » التي تعرف رواجا كبيرا في الأسواق العربية، ما جعلها تنتشر أيضا في الجزائر.
وفي هذا الإطار كشف مصطفى زبدي رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك أنهم رفعوا تقريرا بأحد مصانع السميد الواقع بإحدى الولايات الغربية للجزائر، والذي كان يبيع الشعير لعدة سنوات بـ6000 دج للقنطار لأحد المصانع المعروفة لإنتاج البيرة غرب الوطن، حيث تم توقيف نشاط مصنع السميد الذي تبين أنه كان يستفيد من الشعير المدعم بـ1550 دج ويبيعه بأسعار مضاعفة بأربعة مرات لمصانع « البيرة الحلال » .
وكشف زبدي أن تحويل مادة الشعير لمصانع إنتاج البيرة تشهد رواجا متزايدا وسريا، حيث تهدف المنظمة لفضح هذه المصانع التي تستفيد من دعم الدولة في صناعة وتحويل الشعير، غير أنها لا تحوله للإنتاج الحيواني أو البشري وإنما تحوله بطرق مشبوهة لمصانع إنتاج البيرة، ويضيف محدثنا أن الفوضى الواقعة في هذا المجال تثبت تلاعبا كبيرا في طرق الاستفادة من هذه المادة، لذا وجب على الدولة التدخل، مؤكدا أنه مع سياسة رفع الدعم عن الشعير، لأن هذا الأخير لا يستفيد منه المواطن لذا يفضل أن يظل دعمه في الخزينة ويحول إلى خدمات أخرى يستفيد منها المواطن البسيط عوض أن يلتهمها المضاربون،
وأضاف رئيس « ابوس » أن الإنتاج المحلي صار يكلف الدولة الأضعاف المضاعفة عن ما نستورده من الخارج، قائلا لسنا بحاجة إليه، بما أن اللحم تأكله فئة معينة فقط، وحتى إن ارتفع سعره ستقتنيه هذه الفئة نفسها، قائلا إن الزوالية لا يستفيدون منه حتى في شهر رمضان الكريم، حيث يقتنون اللحم المجمد والمستورد، وختم بقوله »هكذا يحطو رجليهم في الما ».
عيد أضحى أسود ينتظر الجزائريين
كشف بوزيد سالمي المكلف بالإعلام بالفدرالية الوطنية للموالين أنهم اضطروا لاقتناء الشعير من السوق السوداء بأسعار تتراوح بين 2800 إلى 3200دج للقنطار الواحد، وهذا بسبب تجميد بيعه حاليا عبر تعاونيات الحبوب والبقول الجافة، بعد أن بلغهم قرار تخفيض سعره إلى 2300 دج مواصلة لسياسة رفع الدعم عن هذه المادة التي تدعمها الدولة للقنطار التي أقرتها الوزارة مؤخرا، وجاء قرار التخفيض من 2750 دج إلى 2300 دج بعد احتجاج الموالين وتقديم اقتراح التخفيض على مستوى وزارة الفلاحة.
وحذر الموالون من عيد أضحى أسود في حال تم رفع الدعم عن الشعير الذي يعتبر غذاء أساسيا للمواشي، وهذا ما سيساهم في رفع أسعار الأضاحي خلال العيد القادم لتعويض الموالين عن خسائر رفع الدعم