أجرى عملية جراحية دقيقة أخرى بمستشفى قسنطينة
الكوميدي رشيد زيغمي: بعت سيارتي ومصوغات زوجتي من أجل العلاج
يرقد الفنان الكوميدي وأحد أبطال سلسلة أعصاب وأوتار الكوميدية الشهيرة رشيد زيغمي 71 سنة، في قسم الجراحة البلاستيكية بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة، حيث أجرى أول أمس عملية جراحية أخرى معقدة في رحلته المرضية التي بلغ عمرها الآن ستة أشهر كاملة.
« الشروق اليومي » زارته في المستشفى، وبقدر ما حاول الفنان رشيد رسم الابتسامة التي اشتهر بها على محيّاه، بقدر ما ذرف دموعا على التهميش، الذي تعرض له وجعله يتساءل إن كان قد قدّم للفن جزاءا من حياته، وإن كان يُعتبر من الفنانين، أم أنه خارج هذا المجال؟ حيث مازالت الأسرة الثقافية تتعامل مع مرضه ومعاناته وكأنها اللا حدث بدليل أن لا أحد سال عنه، وباستثناء بعض الفنانين من عاصمة الشرق الجزائري ومن الذين أبدعوا معه في مختلف الاسكاتشات والأفلام ومنهم نور الدين بشكري، بقي عمي رشيد وحيدا يصارع المرض الذي تمكن من جسده ومن معنوياته أيضا، حيث اضطر كما قال للشروق اليومي « إلى بيع سيارتي ومصوغات زوجتي، واستنزفت كل مالي وأموال بناتي في رحلة العلاج التي قادتني على حسابي الخاص إلى تونس، ومنها العودة إلى الجزائر لإكمال العلاج ».
وكان المرض المعقد قد بدأ على مستوى إحدى فقرات العمود الفقري، مما جعله غير قادر على السير، ثم انتشر في بدنه، خاصة بعد فشل عمليتين جراحيتين أجراهما في عيادة خاصة بقسنطينة، استهلكتا ماله وما تبقى من معنوياته، على حدّ تعبيره، ثم جاءت رحلة تونس وعياداتها لتحرق من ماله ومال بناته أكثر من 10 آلاف أورو فكان لزاما عليه التضحية بسيارته ومصوغات زوجته.
رشيد زيغمي والحسرة تعتصره، قال بأنه خلال عرض فيلم « بوجمعة راه يدور » لمخرجه باديس فوضالة في إحدى قاعات مدينة ميلة، سأل وزير الثقافة السيد عزالدين ميهوبي عن سبب غياب البطل رشيد زيغمي، وعندما أخبروه بأنه مريض لم يزد عن القول: « الله يشافيه ».. واغرورقت عينا رشيد زيغمي بالدموع، ثم تمكنت ابتسامته من التغلب على حسرته، وتركناه وهو ينشر البسمة التي عرفناه بها دائما.