عادت محكمة جنايات قسنطينة، الثلاثاء، لفتح قضية شائكة، طال أمد، البت فيها، بعد الشهادات الطبية التي تقدمت بها عائلة الجاني، لمدة فاقت السنتين، بحجة أنه مريض عقليا، حيث قضت بسجن المتهم الرئيسي بالمؤبد، في جريمة قتل شابة في يوم تفوقها بامتياز، في شهادة البكالوريا، بعد أن التمست النيابة، الإعدام للجاني، بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد، في حق الطالبة الثانوية أسماء بشكيط، القاطنة بالرواشد بولاية ميلة، التي حصلت على البكالوريا، نسخة 2013، في شعبة الآداب، وهذا في ثاني أيام نجاحها في شهادة البكالوريا، عندما كانت وفود المباركين تدقّ باب عائلة بشكيط، وهي نفس الوفود التي جاءت تعزي منذ بضعة أسابيع لوفاة والدة أسماء.
حيث طلبت شقيقة أسماء، من أختها الضحية الناجحة أسماء، أن تقتني لها الزبدة، فخرجت الشابة أسماء تسابق الوقت للعودة إلى بيتها لتلقي الهدايا، فاعترض طريقها شاب هو المتهم، الذي راح يطاردها وهي تحاول تفاديه، فاستلّ الجاني م. سمير، وهو طالب جامعي كان يزاول دراسته في جامعة جيجل، خنجرا، وطعنها على مستوى الظهر، ومزق جسدها بـ15 طعنة، بحجة أنها أهانته برفضها له، وفرّ هاربا فطارده بعض أفراد عائلة أسماء، إلى أن تم القبض عليه من طرف مصالح الأمن.
وأكد الشهود جميعا بأن الجريمة لبسته مع سبق الإصرار والترصد، فأمر وكيل الجمهورية بوضعه رهن الحبس المؤقت، بالتهمة السالفة الذكر، حيث بقي في سجن الكدية بقسنطينة إلى غاية محاكمته السنة الماضية، قبل تحويله إلى مستشفى الأمراض العقلية بالعثمانية بولاية ميلة، لتؤكد المحكمة العليا بأنه في صحة جيدة وزعم المرض فقط.
وقال والد أسماء لـ »الشروق » بأنه منذ أن توفيت إبنته المدللة، وفي موعد نجاحها في شهادة البكالوريا، فقد شهية الحياة نهائيا، وصار يتمنى أن يلحق بزوجته وبابنته في أقرب الآجال، وصورة أسماء، وهي تنزف دما لم تفارق أعين شقيقتها مديحة، التي قالت لـ »الشروق »: عندما فقدنا والدتنا في سن الستين، اتحدنا جميعا لنتجاوز حزن فقدان أعز أم افتقدناها، وعندما نجحت أسماء في شهادة البكالوريا، ظننا بأننا فتحنا باب أمل وحياة، ولكن عاصفة الإجرام، التي تعرضت لها أسماء في يوم فرحها بعد ساعات فقط من نجاحها، زلزل أركان البيت، الذي صار يصحو على الدموع وينام بالدموع، في واحدة من أبشع جرائم القتل التي عرفتها ولاية ميلة، والتي طوت الثلاثاء صفحاتها في محكمة الجنايات بقسنطينة بالحكم على القتل بالسجن المؤبد.