الخبير الاقتصادي فارس مسدور: الجزائري يشتغل 23 دقيقة فقط في اليوم
بمجرد حلول شهر رمضان تتحول مكاتب المؤسسات والإدارات العمومية ومكاتب البريد ووكالات الاتصال إلى شبه فنادق 5 نجوم مكيفة لا تصلح إلا لقضاء قسط من الراحة والقيلولة.رغم تقليص ساعات العمل خلال شهر رمضان، يضع العديد من الموظفين مواقيت عمل خاصة بهم خلال الشهر الفضيل، في صورة سلبية تتكرر مع كل سنة رغم تحذيرات مسؤوليهم المباشرين، كما تعرف أغلب الأشغال العمومية والورشات توقفا تاما عن العمل بعد رفض العمال العمل في شهر رمضان خاصة مع تزامن رمضان هذه السنة مع فصل الصيف. «النهار» فضّلت القيام بجولة استطلاعية لمختلف الإدارات العمومية ونقل الواقع كما هو والجو الذي يسود المؤسسات العمومية من كسل، نوم ونرفزة في الأيام الرمضانية وذلك لتغيير أوقات العمل في رمضان. وبتغيير مواعيد النوم والاستيقاظ -حسب دراسة عربية-، يضع العديد من الموظفين مواقيت عمل خاصة بهم خلال الشهر الفضيل، حيث تقتصر مواقيت عملهم على بعض السويعات فقط وهو ما تسبب في تعطيل مصالح المواطنين، خصوصا وأن عدد الموظفين يقل بشكل كبير في شهر الصيام بسبب تفضيل العديد منهم الخروج في إجازة سنوية، وما تبقى من الموظفين فإن أغلبيتهم يأتون متأخرين إلى العمل وينصرفون باكرا، خصوصا بالنسبة للنساء اللواتي يكون شغلهم الشاغل «المطبخ» وما ستحضّرنه لمائدة الفطور، وهو الأمر الذي يصعّب من مهمة تطبيق تعليمات الوظيفة العمومية، التي تطلب تطبيق القانون في حق المتسربين من العمل، هو أن أغلب المسؤولين المحليين يفضلون عدم العمل في رمضان.
مكاتب خالية على عروشها وطوابير غير منتهية
وخلال جولتنا التفقدية التي قادتنا إلى إحدى بلديات العاصمة أين كانت تشير إلى الساعة 13 زوالا، كانت مكاتب شبه خالية على عروشها وأخرى مغلقة ينام بداخلها الموظفون، والمواطنون في طوابير غير منتهية مستاءين من هذا الوضع، حيث أعرب العديد منهم في حديثهم لـ«النهار» عن مدى تذمرهم واستيائهم الشديدين لهذه المعاملات السيئة وتكررها في شهر رمضان، حيث وصفوا الوضع باللامبالاة والإهمال وعدم تحمّل المسؤولية، والتي تنتهي في العديد من المرات بنشوب مشادات كلامية بين المواطن والعاملة.
نفس المشهد في مراكز البريد والمواطن يبحث عن ماله
غيّرنا الوجهة وتوجهنا إلى أحد مراكز البريد في العاصمة الذي يشهد هو الآخر حالة من الكسل والخمول، إذ تشهد شبابيك الدفع على مستوى وكالات البريد يوميا خلال أيام رمضان طوابير طويلة للمواطنين، تسبب لهم حالة من الغضب، بفعل عدم انضباط الموظفين، لدرجة وصف أحدهم لمراكز البريد بمراكز للعذاب والمعاناة الحقيقية، كما عبّر لنا المواطنون عن سخطهم للوضعية التي عطّلت مصالحهم في هذا الشهر الكريم، حيث تحولوا -حسبهم- إلى متسولين ينتظرون في الطوابير لعدة ساعات بسبب تقاعس الموظفين وكأنهم وحدهم الصائمون. حاجة المواطنين الضرورية لاستخراج وثائقهم أو سحب أموالهم جعلتهم مجبرين -حسبهم- على تحمّل تهاون الموظفين، الذين فضّلوا التقيد بنظام الحد الأدنى من الخدمة عوض الالتزام بواجبهم إزاء المواطن، وهو ما يخلق كل أنواع القلق، الشجار والمشادات الكلامية.