أثار موضوع امتحان في المادة الفرنسية لمترشحي اختبارات إثبات المستوى للسنة أولى ثانوي في شعبتي جذع مشترك آداب وجذع مشترك علوم وتكنولوجيا جدلا اجتماعيا وسياسيا واسعا أحيا من خلاله النقاش حول الموجة الجديدة من الإصلاحات التربوية التي تعتزم الوزيرة نورية بن غبريط إدخالها ابتداء من الموسم الدراسي القادم.
وتم تداول نموذج الامتحان على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي زيادة على مواضيع أخرى من الواجبات المدرسية حملت في معظمها “تمجيدا للثقافة الغربية” بشكل خلّف استهجان جزائريين وفضح غياب الرقابة لوزارة التربية.
بدأ نص امتحان اللغة الفرنسية المثير للجدل بعبارة “خلال عطل عيد الفصح… جينو تحصل أخيرا على ترخيص للعمل في مرآب…” وعيد الفصح عند النصارى واليهود هو احتفال لتذكار قيامة المسيح من الموت وفق المعتقد المسيحي. وفي أحد نماذج امتحان في اللغة الفرنسية أيضا حول تصريف فعل “استطاع” جاءت جملة “نستطيع شرب الكحول في سن 18”… وتنسجم هذه الملاحظات مع ما سبق للعديد من الأحزاب السياسية والخبراء في الحقل البيداغوجي ونقابات القطاع أن قدموا انتقادات لاذعة لمحتوى البرامج المدرسية و«هفوات” اختبارات اللغة الفرنسية التي تقتبس من نصوص “تقدّس ثقافة الغرب وتهدّد الثوابت الوطنية”.
وفي أول ردة فعل له على ما تم توزيعه من نسخ للامتحان المذكور ندّد المكتب الولائي لجبهة العدالة والتنمية بـ”تغافل وزارة التربية الوطنية التي يفترض أنها من يرعى هذه الامتحانات عن هذه الانزلاقات التي تهدّد في الصميم ليس الثقافة الجزائرية فقط وإنما الهوية الإسلامية للبلاد التي يقول دستورها إن الإسلام دين الدولة ناهيك عن تداعياتها بتحطيم أجيال كاملة”. وحذّر الحزب من مغبة “السكوت عن هذه الظاهرة غير المعزولة التي تتحملها الوزيرة بن غبريط والتي يراد من خلالها المساس بهوية البلاد ووحدته الوطنية لما له من تهديد مباشر يستهدف الثوابت التي تحميها قوانين الجمهورية”. واستنكرت من جهتها حركة مجتمع السلم ما وصفته “بالفضيحة” ودعت “لردع مرتكبي هذا الخطأ الجسيم حتى لا تتكرّر هذه الكوارث في الدورات المقبلة”. من جهته استعجل النائب البرلماني، محمد الصغير حماني، حكومة سلال فتح تحقيق ميداني لتحديد المسؤوليات وقبل ذلك الاعتذار للجزائريين لأنه لا يعقل حسبه ألا يتفطن معدو السؤال ومن يراقبهم عن هذه الأخطاء التي استهل بها نص الامتحان محذّرا من “تمادي اللوبي الفرانكفوني المسيطر حاليا على مقاليد الوزارة في استفزازاته ومخططاته المشبوهة”. وذكر المتحدث في تصريح لـ”البلاد” أن “هذه الأخطاء تعطي مصداقية أكبر لمن يتخوّف من مشروع الإصلاحات الجديدة التي ستباشرها بن غبريط”، مضيفا أن “نقابات القطاع تجهل لحد الآن فحوى الوثيقة المرجعية للمناهج وفحوى الإطار المرجعي لإعداد المناهج رغم اعتراف الوصاية بالطابع الاستعجالي لإعداد الإصلاحات السابقة والتي لم تأت بنتائج إيجابية باعتراف من وضعوها”.
وقد استهجن أمس رواد مواقع التواصل الاجتماعي طبيعة المواضيع المختارة للامتحان، فقال بعضهم مثلما جاء في تعاليق صفحة “البلاد”