حشد العاهل المغربي محمد السادس، كامل إمكانياته من مخابرات وإخوان وإعلام ودبلوماسية لضرب صورة الجزائر ومحاولة تشويهها لدى الرأي العام الدولي، وذلك للرد على مساعي الاتحاد الإفريقي القاضية بإنهاء الاحتلال المغربي للصحراء الغربية وفق لوائح تصفية الاستعمار للأمم المتحدة.
يبدو أن العاهل المغربي سطر خطة دعائية جديدة ضد جاره الجزائر، والتي شرع في تنفيذها منذ أمس، باستعمال كامل إمكانياته الممثلة في مخابراته وحكومته الإخوانية، وكذا إعلامه. وفي هذا السياق دعا المفتش العام للقوات المسلحة الملكية (وليست المغربية) التي تحمي القصر العلوي وتضطهد الشعب المغربي، الجنرال بوشعيب عروب، أمس، القيادات العسكرية بالشريط الحدودي مع الجزائر، لمضاعفة العمل والتمركز في مناطق يدخلها الجيش المغربي لأول مرّة، بحجة وجود احتمالات بأخطار ورادة من الجزائر، وفق ادعاءاته.
وتابع المفتش العام للجيش المغربي تهجمه ضد الجزائر، بأنه على القوات المسلحة العاملة على الحدود مع الجزائر، تشديد المراقبة عبر جميع نقاط الرصد الإقليمية بسبب ما أسماه ”بروز احتمال خطر يأتي من وراء الحدود الشرقية للمملكة، لعدم تمكن الجزائر من الحد من الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات، إضافة لإمكانية تسلل مشتبه بهم بعلاقاتهم مع تنظيمات إرهابية”.
وترفع الرباط من حدة حملتها المغرضة ضد الجزائر كلما حققت قضية الصحراء الغربية تقدما في إطار مسعاها الأممي، حيث جاءت هذه التعليمات في وقت تتعمد فيه المؤسسة العسكرية المغربية وباقي القوات النظامية، إغراق الجزائر بسموم المخدرات التي يتاجر فيها كبار ضباط الجيش المغربي، ويضمن من خلالها مداخيل لتمويل الجماعات الإرهابية الناشطة بالساحل الإفريقي وليبيا، حسب ما ذكرت مختلف تقارير الهيئات الدولية، والتي تؤكد تورط كبار ضباط الجيش المغربي في تجارة الحشيش، المورد رقم واحد للاقتصاد المغربي، كما بينت عدد من المؤسسات الأمنية وجود صلة وثيقة بين شبكات تهريب المخدرات التي يرعاها القصر العلوي بالجماعات الإرهابية الناشطة بالساحل الإفريقي وليبيا.
وفي نفس السياق، شن رئيس الحكومة المغربي المحسوب على الإخوان، عبد الإله بن كيران، هجوما على الجزائر، في افتتاح مجلس الحكومة، وقال إن الاستقرار الذي ينعم به المغرب هو العامل في جلب الاستثمارات عكس دول الجوار في إشارة إلى الجزائر.
كما هاجمت أمس، عديد الصحف المغربية القريبة من المخزن، الجزائر، معتبرة إياها ”بلد فساد”، وذكرت أن الجزائر لم تستفد من ذكاء جيرانها وسياساتهم المنفتحة، وحشرت أنفها في الشأن الداخلي بانتقادها الخدمات العمومية بالجزائر.
ويلاحظ أنه مرارا وتكرارا يرفع المغرب من حدة حملته المغرضة ضد الجزائر، كلما حققت قضية الصحراء الغربية تقدما في إطار مسعاها الأممي، باعتباره قضية تصفية استعمار وفق المواثيق والقوانين الدولية، في محاولة منه الانتقام من هزائمه.
رضوان. م