الفوز على جنوب افريقيا كان الشجرة التي غطت الغابة و أبعدت الناس على الحقيقة ،تلك الحقيقة التي كانت بادية منذ التصفيات حيث كان الفريق الوطني يكسب فوق الميدان لكن دون أداء ، ذلك الفريق الذي كان لا يزال يحتفظ ببعض النسوج و العمليات التي خلفها حليلو في فريق أسسه بالدموع ليشرف الكرة العربية و الافريقية في مونديال السامبا ،لكن كل الذي كان في عهد البوسني تمت ازالته و تغييره في عهد الفيلسوف الفرنسي الذي أراد أن يبرمج فريق الفريق الوطني على 4-4-2 دون أن يستطيع أن يحول الفريق إلى هذا النهج التكتيكي الذي لا يناسب اللاعبين الجزائريين ففقد الفريق الوطني معالمه فوق الميدان و لم يعد ذلك الفريق الذي يخيف الخصوم .
نفس اللاعبين لم يتغير منهم أحد ،لكن الأداء اختلف بطريقة غريبة عجيبة ،براهيمي تائه فوق الميدان لم يجد معالمه و فاغولي الفنان لم يعد ذلك اللاعب المحارب و جابو غائب تماما عن فكر فقيه الرياضيات الذي لم يخبر الميادين الافريقية في حياته ،و لعله يتذكره في آخر لقاء ،فبعد لقاء أول كان فيه الدفاع مشلولا وسط ميدان مهزوز و هجوم غائب ،أغلق الفرنسي الدفاع لكنه خنق الهجوم الذي كان فيه بلفوضيل المهزوز غائبا ،رغم أن الحل الأمثل كان في اضافة وسط ميدان دفاعي قوي أمام المدافعين على غرار قديورة الذي لم يستدعيه أو كدامورو و تحرير وسطي الميدان لمساندة الأجنحة (براهيمي و فاغولي )و فتح الثغرات و هو الدور الذي يقوم به في العادة بن طالب ليبقى الاعب الثاني في وسط الميدان قابل للعب كوسط ميدان دفاعي أو هجومي حسب الحاجة ،لكن العكس هو الذي حدث .
حظوظ المنتخب الوطني حسابيا لا تزل قائمة لكن لو استمر الفريق يلعب بنفس الأداء فلن نبقى طويلا في غينيا و العودة ستكون سريعة ،و الحل في يد الناخب الوطني الذي عليه أن يتحول إلى 4 -1 -2 – 3 مع اقحام الاعبين الأكثر جاهزية لأن الاحتياطيين بدورهم قادرين على صنع الفارق و الحديث هنا بالخصوص حول سوداني و جابو .
بقلم : عمر هارون
Omarharoun88@gmail.com
التعليقات 0