يمكن اعتبار الفترة التحضيرية التي حظي بها ريال مدريد مثالية للغاية …فالفريق خاض مجموعة من اللقاءات القوية قدم فيها أداءاً راقياً تحت قيادة مدربه كارلو أنشيلوتي الذي يبدو حتى اللحظة أنه مع زين الدين زيدان يدير دفة الريال بشكل ممتاز
في نهاية كل ما يكتب يعبر عن رأي صاحبه وبرأي صاحب هذه الكلمات أن المدرب الإيطالي سينجح حيث فشل المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو لسبب مهم جداً ألا وهو الشخصية التي تشكل الفارق الأساسي بين الرجلين …فشخصية مورينيو النارية والقتالية والعدائية لا تناسب نادياً كبيراً موضوع تحت الضوء بصورة دائمة كالريال…حيث أن الفريق مرصود من الصحافة والإعلام الاسباني والعالمي على مدار الساعة ، ووضعه الداخلي معقد للغاية لكونه مملوكاً لأعضائه وليس لأفراد وهو ما يشكل عنصر ضغط إضافي، وبالتالي فإن أي مواجهة أو عداء بين عناصر الفريق أو عناصر الفريق والمدرب مهما كانت صغيرة ستتسرب للإعلام بسرعة غير متوقعة وستتعاظم بشكل كبير …ومورينيو لم يتعامل مع كل هذه المعطيات بهدوء بل بطبعه الانفجاري فتفاقمت المشاكل وتوترت العلاقات داخل الفريق مما جعل هبوط المستوى وقلة التركيز في الملعب أمراً مفهوماً للغاية ، أما أنشيلوتي فهو هادئ بطبعه ولا يخلق المشاكل ويعرف كيف يتعامل مع النجوم ويهدئ الأوضاع …وكونه إيطاليا فتركيزه دائماً على الملعب وليس على الإعلام والصحف وكل همه هو ما يقوم به الفريق في البيرنابيو وخارجه ، أي أنه قادر على توجيه تركيز عناصر الفريق من المحيط إلى الداخل وهو ما لم ينجح به مورينيو حيث أصبح اللاعبون يركزون على خارج الملعب أكثر من داخله .
سمي أنشيلوتي بصانع السلام وهو ما أعطى انطباعاً بأنه رجل مسالم طيع لأوامر إدارته …لكن الحقيقة غير ذلك تماماً، فصحيح أنه هادئ لكنه ليس بالمدرب الضعيف، وهو إنسان لا يساوم على أفكاره التكتيكية التي خلقت التنظيم دائماً في صفوف جميع الفرق التي دربها وحقق معها نجاحات كبيرة …والأهم أنه يركز فقط على الملعب ولا يدخل في لعبة الإعلام الوسخة والمشتتة للتركيز والقوى …باختصار الريال بحاجة لشخص كأنشيلوتي …يعمل بصمت ودون ضجيج .
التعليقات 0