استعملت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أسلوب المراوغة والمناورة في دفاعها عن نفسها أمام محكمة التحكيم الرياضي بلوزان في القضية التي رفعتها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بشأن تمكين نادي نهضة بركان المغربي وضع خريطة مزيفة على قمصان اللاعبين ومحاولة اللعب بها أمام اتحاد الجزائر في ذهاب نصف نهائي كأس الكاف.
وقبل انقضاء مهلة “التاس” يوم 3 ماي 2024، جاء رد “الكاف” على المراسلة المتعلقة بتحديد الموقف، وقد ارتكز على إلغاء الطابع الاستعجالي للقضية، بحجة حاجة الهيئة الكروية القارية للوقت لتحضير دفاعها.
علاوة على أحكام المادة 16 من الفصل 11 من قانون كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الذي يُسقط “الظرف القاهر” على نادي نهضة بركان المغربي، ويبرز بوضوح رفضه، مع سبق الإصرار والترصد، دخول أرضية الميدان لمواجهة إتحاد الجزائر في ذهاب كأس “الكاف” بملعب 5 جويلية 1962 بالجزائر، فإن نفس قانون المسابقة يتضمن مواد قانونية أخرى تدين الفريق المغربي وحتى الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.
وحين يلجأ نادي نهضة بركان والاتحادية المغربية لكرة القدم لأسلوب المراوغة والتحايل على القانون، بدعم واضح من هيئات الكاف التي اختارت الدوس على مبادئها وقوانينها، فإن القول إن الخريطة ليست إشهار، وإنما هي رمز لحدود المغرب، وبأن الإشهار الوحيد هو ذلك المتعلق بـ”الشاي”، فإن هذا “السبونسور” نفسه “خارج عن القانون”، طالما أنه نشاطه مرتكز داخل الأراضي الصحراوية المغتصبة، فيما يعترف الاتحاد الإفريقي بدولة جمهورية الصحراء الغربية، والتي تعتبر عضوا مؤسسا، ويعترف أيضا بسيادتها وحدودها وإقليمها، وهو اعتراف المغرب أيضا بذلك، كون المغرب انضم رسميا للاتحاد الإفريقي سنة 2017، واعترف أيضا بحدود جمهورية الصحراء الغربية وبسيادتها.
وتُلزم المادة 2 البند 1 من لوائح الكاف أيضا احترام أعضاء الكاف لقوانين بورد الدولية، وهي الهيئة المشرعة لقوانين كرة القدم، وتقدم المادة 4 البند 5 من قانون بورد “أمرا” للفرق بعدم وضع صور أو شعارات أو كتابات على قمصان اللاعبين لها بُعد سياسي أو ديني أو شخصي، فيما جاءت قمصان نهضة بركان حاملة خريطة ذات بُعد سياسي واضح، تغتصب فيها الأراضي الصحراوية، العضو المؤسس في الاتحاد الإفريقي، في وقت تفرض الكاف على أعضائها احترام ودعم مساعي الاتحاد الإفريقي.
سقوط الظرف القاهر على نادي نهضة بركان المغربي، والذي ترفض الكاف الإقرار به، هو عدم التزام نادي نهضة بركان بأحكام المادة 7 من الفصل 6 والتي تُلزم الفريق الضيف، نهضة بركان، على تنقله بقمصان بديلة خالية من الإشهار، سواء ذلك المتعلق بـالشاي”، أو بالخريطة المزيفة التي هي في حقيقة الأمر تتعدى “الدعاية” المزيفة، إنما هو استفزاز لبلد يُفترض على الفريق الضيف احترامه، بل واحترام أيضا مبادئ الكاف والاتحاد الإفريقي.
وتلتقي كل الأدلة التي تدين نهضة بركان والاتحادية المغربية والكاف، في الدوس على مبادئ الهيئة الكروية القارية وعلى الاتحاد الإفريقي، والإصرار على استغلال كرة القدم لأغراض سياسية من خلال القمصان التي تحمل الخريطة المزيفة، هو ترشح المغرب لاحتضان مونديال 2030 مع إسبانيا والبرتغال بالخريطة الحقيقية للمغرب التي لا تضم حدود جمهورية الصحراء الغربية، بينما جاءت خريطة إسبانيا حاملة لسبتة ومليلية، وهو ما يؤكد أن المغرب مقتنع ومعترف بأن أراضي جمهورية الصحراء الغربية لا تخصه
التعليقات 0