لم تكن الرحلة بالنسبة لفريق أمل شلغوم العيد خلال هذا الموسم، الذي توج فيه بطلا لمجموعة قسم الجهوي الأول لرابطة قسنطينة، ليلتحق بحظيرة بطولة ما بين الرابطات مفروشة بالورود، بل كانت جد شاقة في ظل المزاحمة الشديدة التي لقيها أبناء بوقرانة من منافسين آخرين كانوا يقاسمونهم نفس الطموح، على غرار جيل عزابة و «الفوبور» قسنطينة، ما أعطى للبطولة نكهة خاصة، وجعل «السيسبانس» متواصلا إلى غاية الجولة 28، أين رسم أبناء بوقرانة لعودتهم، قبل المحطة النهاية بجولتين، بعد تحصيلهم 68 نقطة، وبفارق 7 نقاط عن الملاحق المباشر جيل عزابة، لتنطلق منذ تلك الفترة الأفراح، بتتويج مشهود أدخل السرور في نفوس ليس سكان بوقرانة وشلغوم العيد فحسب، بل كل سكان ولاية ميلة.
رئيس الفريق حسام بركات الذي استلم قيادة مقاليد تسيير الفريق منذ سنة ونصف فقط خلفا للرئيس السابق، وتكملة لعهدة الأخير، قال بأن انجاز فريقه هو انجاز وتتويج ليس لأبناء بوقرانة وبلدية شلغوم العيد وحدهم، بل هي فرحة كل سكان ولاية ميلة، ذلك أن التتويج حسبه لم يأت من فراغ ولكن بعد جهد مضن ومشوار طويل وصعب.فبعد الالتفاف والدعم المعنوي الذي حظي به الطاقم المسير، والطاقم الفني والتشكيلة مع بداية الموسم من قبل السلطات المحلية، شهد الوضع تراجعا نسبيا وتدريجيا، خاصة مع بداية مرحلة العودة، أين أصبح الفريق يجد صعوبات في التمويل لمواجهة المصاريف الكثيرة التي تتطلبها سفرياته، وحتى استقبالاته فوق أرضية ميدانه، في ظل شح الموارد المالية وغياب الدعم المالي والمساعدات للفريق.
فالطموح وحسن التسيير والتقشف لأقصى الحدود، كانت السمة البارزة للطاقم، ورئيسه بالخصوص، والذي ورغم صغر سنه مقارنة بزملائه في الفرق الأخرى، فإنه أكد مقولة (القيمة لا تحسب وتقاس بعدد السنين)، إذ وبالإضافة للتسيير والاستجابة لحاجيات فريقه الآنية، عمل على التخفيف من أزمة الديون، والتي نزل بها إلى أقل من النصف، في تحد شخصي- كما قال- للتأكيد بأنه في حال توفر عامل الثقة بين أسرة الفريق والإرادة، تصغر العقبات مهما كانت عظمتها وثقلها، لكن هذا لن يحصل ما لم تحذو الأطراف الأخرى حذوه، ومع الأسف فان ذلك لم يحصل، ولم تتجسد فرضية تحمل الآخرين لمسؤولياتهم على أرض الواقع، ما شكل أحد الدوافع التي بنى عليها قراره المتعلق بمستقبله مع الفريق، إذ بعدما أنهى المهمة والهدف المسطر بنجاح، قرر الرحيل بعد عقد الجمعية العامة ، لأن المهم عنده اليوم هو أن الفريق ارتقى لمصاف الفرق الكبيرة ، وأمله أن يواصل مشوار النجاحات، ويحقق نتائج ومراتب أفضل. وفي ذات السياق تمنى الرئيس حسام بركات، أن يتحصل الفريق على ملعب خاص به، على أن ينجز في منطقة بوقرانة، وهو ما قد يريح الفريق ويخفف على ملعب المظاهرات الذي يعيش ضغطا كبيرا، بالنظر لعدد الفرق الت
فريق في مرحلة الفتوة ونتائج مشرفة
عن نشأة الفريق وبداياته الأولى، يقول أحد المؤسسين من الذين لازالوا على قيد الحياة، ويتتبعون خطوات الفريق عن قرب، وهو السيد بن منصور بشير، أن فكرة تأسيس فريق خاص بمنطقة بوقرانة أو الجامع لخضر كما هو معروف عند سكان شلغوم العيد، ظهرت عام 1988 الهدف منها تشكيل فريق خاص بالمؤسسة التي كانوا يعملون بها، قصد المشاركة في بطولة رياضة وعمل، لكن رغبة مسؤولي البلدية آنذاك، وفي مقدمتهم السيدين سليم مهال وبوجمعة شبلي القائمين على شؤون الرياضة بالبلدية، في تمكين هذا التجمع السكاني الكبير من فريق خاص به، يدخل غمار منافسة البطولة الولائية ويمثل ، بحكم أن الفريق الآخر بالبلدية ونعني به الهلال يلعب في مستويات عليا.
فالأعضاء المؤسسون- يضيف ذات المتحدث- منهم من قضى نحبه مثل محمد مصنف، بوشارب رحمون، ومنهم من ينتظر أمثال قرعيش بودة، روباش حمة، ماضي الدراجي، سعدوني عبد المجيد، ومحمد بوشارف، الأخير الذي يعود له شرف إطلاق تسمية أمل بلدية شلغوم العيد على الفريق، علما وأن ذات الاسم “أمل” أطلقه على أحد أبنائه. خطوات الفريق الأولى- يضيف محدثنا- كانت صعبة للغاية، حيث لم تكن بحوزة الفريق ميزانية للتسيير، بل كل شيء يتوقف على ما تجود به « السنيوة» أو الصينية، أي عملية جمع التبرعات من قبل المحبين أسبوعيا أي قبل تنقلات الفريق، والمضحك أنه وبعد اختيار اللاعبين المؤهلين للعب في صنف الأكابر، أشترط على كل واحد منهم، وكلهم من أبناء حي بوقرانة، بأن يتكفل بإرادته ومن حسابه الخاص بلاعب من الفئات الصغرى، من خلال شراء الأحذية والقميص والتبان، ويضمن له التعويض الغذائي، ونفس الشيء بالنسبة للمدربين الذين هم من ذات التجمع، ومنهم المتحدث الذي أشرف على تدريب الأشبال والأصاغر- كما قال- لمدة 12 سنة.والجميل في الموضوع يقول بن منصور، أن الله أطال في عمره، وسمح له برؤية بعض ثمار جهده وجهد زملائه من المؤسسين والمحبين للفريق، حيث أصبح الفريق يلعب في المستويات العليا، وكله أمل في أن يرتقي أكثر، مع التأكيد على ضرورة تمكين منطقة بوقرانة التي يقطنها تعداد سكاني يتجاوز في كثافته وتعداده، عدد من بلديات الولاية مجتمعة بكثير من ملعب.
مدرب الأمل سعدون كمال
بدأنا تنفيذ خطة الصعود العام الماضي
مشوار ماراطوني شاق تم قطعه بنجاح بفضل التخطيط المحكم ومعرفتنا الكبيرة لبيت الفريق الذي ترأس عارضته الفنية منذ ثلاث سنوات والسنين الأخرى التي قضيتها لصيقا به مما سمح لي رفقة الطاقم المساعد بوضع مخطط عمل شرعنا في تنفيذه بداية من الموسم الماضي (الذي كانت نتيجة الفريق جيدة باحتلاله لترتيب مشرف جدا وحصوله على المرتبة الرابعة) أما هذا العام الذي انطلقنا في التحضير له قبل غيرنا من الفرق فركزنا على الجوانب التي لاحظنا فيها نقص قبل الدخول في المنافسة وتم تدعيمهما بشكل جيد وقد كانت مدة شهرين من التحضير قبل الانطلاقة كافية للتركيز بصورة جيدة على الجوانب البدنية و الفنية والنفسية وهو ما جعل النتائج الايجابية تأتي تباعا بداية من انطلاقة منافسات البطولة حيث لم يتعثر الفريق أو ينهزم طيلة مرحلة الذهاب التي حقق فيها اربع تعادلات كلها تمت خارج الديار والباقي كان كله انتصارات وهذا الذي دعم ثقتنا وجعلنا نقتنع بأن درع البطولة سيكون من نصيب الفريق والصعود هو هدفه الأوحد وذلك ما تحقق في الأخير. بصفتي مدير فني أتمنى ان يحظى الفريق بالتفاتة معتبرة في جانب الدعم المالي دون أن انسى تقديم الشكر الكبير للأنصار على للدعم المعنوي الذي قدموه للفريق وفي الأخير أقول الوصول للأعلى أمر صعب لكن الأصعب من ذلك هو الحفاظ على ذاك المستوى والمكانة التي وصلها الفريق والثقة كبيرة في التعداد الحالي لمواصلة المشوار مع تطعيمه بعناصر قليلة لشغل مناصب معينة في التشكيلة.
مقلاتي مصطفى ( مساعد المدرب)
خضنا مباريات كأس أمام فرق تستحق الصعود
البطولة كانت صعبة للغاية ولعب ورقة الصعود كانت أصعب والمشوار كان طويلا جدا عشنا خلاله ضغط كبير داخل الملعب وخارجه لذلك فطعم التتويج ومذاقه نراه اليوم جد حلو وقد زادت الصعوبة عند حلول مرحلة العودة حيث فقد اللاعبون جزء من امكانياتهم البدنية بفعل المواجهات التي خاضوها خلال مرحلة الذهاب والتي كانت كلها بمثابة مواجهات كأس ناهيك عن الإصابات التي تلقوها وأثرت سلبا على مردودهم حتى أننا لعبنا بعض المقابلات في غياب عناصر أساسية ومهمة في التشكيلة .
ما يمكن قوله أن فرق أخرى مثل جيل عزابة تستحق هي الأخرى الصعود لكن هذا هو حال البطولات التي لا يتوج بها سوى فريق واحد فقط لذلك نتمنى له حظ أوفر الموسم القادم مع توجيه خالص شكرنا للأنصار على هذا الالتفاف الذي منحوه للفريق .
بلفاطمي خير الدين (مدرب مساعد)
ذهنية العمل الجماعي كلمة السر
من البداية كان الاتفاق على تشكيل فريق تنافسي وبرمجة الصعود للقسم الأعلى كهدف ينبغي تحقيقه لذلك بكرنا في عملية التحضير للموسم وهذا بداية من شهر رمضان الماضي وهو ما سمح لنا بانجاز عمل معتبر سمح لنا بتصدر سلم الترتيب ومنح الفريق قوة انعكست على العمل الجماعي وأنشأت عند الجميع ذهنية العمل ضمن الجماعة مع الاشارة وأننا تلقينا صعوبات جمة في كل المقابلات بالنظر لقوة المنافسين الذين كانوا جمعيهم يرغبون في التغلب على رائد البطولة والإطاحة به غير أن النتائج المحصل عليها جعلتنا اليوم في وضع جد مرتاح فنحن البطل مثلما نملك أحسن هجوم وأحسن دفاع والأكثر من ذلك أفضل تشكيلة.
بن عيسى جمال الدين (مدرب الحراس)
الفضل للجميع
ليس لي ما أقول سوى التأكيد على أن هذا الصعود جاء بتوفيق من الله ونتيجة جهد بدله الجميع كل من موقعه بالنسبة للفريق فوحدة التصور ووحدة الهدف هي التي أعطت الارادة التي حققت الفوز والتتويج للفريق والذي أنسانا متاعب السنين التي قضيناها رفقته.
أراء اللاعبين في التتويج والصعود
بلفاطمي سفيان (قائد الفريق)
الأمل فريق القلب وعلينا المواصلة
في البداية دعني أقول أن هذا الفريق يمثل بالنسبة لي فريق القلب بالنظر للأعوام التي قضيتها فيه وقد مكنني من حمل شارة القيادة فيه أما عن هذا التتويج المستحق الذي تحول من حلم لواقع معاش فقد جاء بعد مجهود جبار بذله الجميع من لاعبين مسيرين وأنصار ومن رعاية كاملة للسلطات الولائية قبل الوصول إلى الهدف المسطر وهو التتويج باللقب والصعود لبطولة ما بين الرابطات وهذا يعتبر انجاز تاريخي في حياة بوقرانة تحديدا وشلغوم العيد عموما مع التأكيد على ضرورة المواصلة على نفس النسق.
أحمد يحيى رياض
رغبتنا في التتويج صنعت الفارق
هذا التتويج لم يكن سهلا على الاطلاق فالمنافسة على اللقب كانت قوية بيننا وبين فرق أخرى لاسيما خلال مرحلة الذهاب ومنها جيل عزابة وفي رأيي أن رغبتنا في التتويج وتوحدنا كلاعبين وطاقم فني لتحقيق هذه الغاية التي كانت بمثابة الواجب، وهو ما سمح بالوصول اليها قبيل أن تضع البطولة اوزارها على أمل تحقيق انتصارات مشابهة خلال المواسم القادمة مع تقديم كامل الشكر للأنصار والمسيرين الذين كان لهم دورهم الكبير في تحقيق حلم الصعود.
بوعقال حسام الدين
تعبنا من أجل تحقيق هذا الهدف
الحقيقة أننا تعبنا كثيرا من أجل تحقيق الهدف المسطر من البداية والمتمثل في تحقيق الصعود لقسم ما بين الرابطات وكم كان توفيق الله لنا كبيرا فلم يخيب جهدنا الذي شرعنا فيه منذ شهر رمضان الماضي وعن أصعب مواجهة لعبها الفريق في رأي فهي تلك التي جمعتنا بفريق الفوبور لقسنطينة الذي لم يستسلم للأمر الواقع إلا في الدقائق الأخير حيث تمكن الشلاغمتية من توقيع هدف الفوز وهنا كان المنعرج الحاسم المؤدي الى اللقب.
ذيب رفيق
الحلم تحقق رغم شح المداخيل
البطولة كانت صعبة للغاية وتطلبت منا بذل جهد اكبر لمواجهة فرق عنيدة جدا مثل جيل عزابة واتحاد الفوبور، وبالتالي الوقوع في تعب شديد غير أن الثمرة في الأخير كانت من نصيبنا وكم هو حلو مذاقها علما وان كل من الادارة المسيرة والطاقم الفني والأنصار لعبوا دورهم كاملا برغم شح المداخيل المالية وكثرة أعباء التسيير.
بودبزة رشيد
هدية لأبناء شلغوم وتاجنانت
موسم كبير وطويل تطلب منا بذل الكثير من الجهد والتعب، والمهم أن الأمور بخواتمها وهذا التتويج أهديه في المقام الأول لابناء شلغوم العيد دون أن أنسى أبناء بلدتي تاجنانت التي نتمنى لدفاعها تحقيق تتويج ثالث هذا الموسم.
التشكيلة المتوجة
الحراس: حيمر عبد النور – بوعقل حسام الدين – يحيى حسام الدين.
الدفاع: موزة حسام الدين – قردوح يعقوب – بلفاطمي سفيان – عبعوب يوسف – عيهار حسام – مدنش طارق – رقيق رضا.
وسط الميدان: كموخ زكريا – ذيب رفيق – شايب وليد – يعقوب حريزة المدعو زكريا – بوالدشيش محمد (لم يكمل الموسم).
الهجوم: لحماري مبروك – سقاني صلاح الدين – خليلي رامي – سحنون خليل – زواد محمد – بودبزة رشيد – عزوز محمد – مسلم حسام الدين – سالم عبد الكريم – لكاش علي.
المدربون: سعدون كمال بمساعدة بلفاطمي خير الدين ومقلاتي بدر الدين.
مدرب الحراس: بن عيسى جمال.
رئيس الفريق: بركات حسام.
الكاتب العام: بوشارب فيصل.
أمين المال: رقيق عز الدين.
التعليقات 0