فتح موقع “دوتشييه فيلييه” الألماني، النقاش حول الجدل المقام، حسبه، حول صيام اللاعبين أثناء التدريبات ومقابلات كرة القدم، معتمدا على جملة من التصريحات السابقة لأطباء عالميين متخصصين في الطب الرياضي، ومشيدا في الوقت ذاته بالأداء الباهر للاعبي المنتخب الوطني في مواجهتهم لألمانيا، رغم أن معظهم خاضوا اللقاء تحت طائل الصيام.
من المعروف أن هناك جدلا مستمرا وتضاربا في الآراء حيال ممارسة الرياضات الشاقة أثناء الصيام، حيث يرى بعض المختصين أن رمضان أو الصيام عموما لا يؤثر على أداء الرياضيين ولا يخفف من قدرتهم وعطائهم، فيما يشك آخرون في صحة هذا الكلام، ويرى هؤلاء أن تأثير فقدان الجسم لكميات من السوائل، وعدم القدرة على تعويضها بسبب الصيام، لا بد أن يؤثر في أداء الرياضيين.
وكشف الموقع الألماني في مقال له أن ما قدمه المنتخب الجزائري في الدور ثمن النهائي من كأس العالم 2014، أمام نظيره الألماني وخسارته للمواجهة بهدفين لهدف واحد بعد المرور إلى الوقت الإضافي، جاء كرد صريح على تصريحات الطبيب الألماني شوبيرت الذي نصح اللاعبين بضرورة الاختيار بين الصوم أو لعب كرة القدم، حيث قال:”لا يمكنني إلا أن أنصح كل لاعب يريد التمسك برمضان بأن يبتعد عن الأداء الرياضي الطويل ومنه 90 دقيقة في كرة القدم، فالجمع بين هذا الالتزام الديني وممارسة الرياضة غير ممكن”، قبل أن يضيف صاحب المقال في تعليقه على كلام الطبيب: لقد استطاع بعض اللاعبين المحافظة على أدائهم رغم الصيام، وخير دليل على ذلك المنتخب الجزائري في مونديال البرازيل، حيث تمكن لاعبوه رغم الصيام من إحراج بطل العالم، المنتخب الألماني وكانوا قريبين من هزمه.. ما يعني أن الصيام لن يؤثر”.
وعاد صاحب المقال لنشر بعض تصريحات الأطباء، من بينهم الجزائري حكيم شلبي الذي أكد لموقع “الفيفا” يوما: “إن مستوى التغذية يجب أن يتغير كما يجب أن تتغير نوعية الطعام للتأقلم مع متطلبات التمرين، وأهم توصية تتمثل في القيام بقيلولة أطول بعد الظهر من أجل الحصول على أكبر قسط من النوم خلال اليوم”، ويؤكد شلبي الذي سبق له أن عمل مع لاعبين مسلمين مثل نيكولا أنيلكا خلال فترة تعاقده مع باريس سان جيرمان بضرورة أن: “يتحدث اللاعبون مع أطبائهم المختصين بالتغذية، لأجل الحصول على مساعدة أفضل ونيل ثقة مدربيهم”.
ومن المؤكد أن اللاعبين المسلمين المحترفين في أوروبا يواجهون عددا كبيرا من التحديات خلال شهر رمضان، إذ يتعين عليهم التأقلم مع نظام غذائي مختلف وأوقات نوم مغايرة تماما، بخلاف أندية كرة القدم في دول العالم الإسلامي، التي تتأقلم مع شهر رمضان من خلال تأخير موعد التدريبات إلى المساء وإجراء المباريات في الليل، فإن أغلب الفرق الأوروبية تواصل برنامجها بشكل اعتيادي في شهر رمضان وهو ما يسبب صعوبات للاعبيها المسلمين، خصوصا في فصل الصيف الذي يكون فيه اليوم طويلا، ما جعل شلبي ينصح اللاعبين بتغيير نظام غذائهم.
التعليقات 0