يحل اتحاد الجزائر مساء اليوم ضيفا على الهلال السوداني في قمة إفريقية بنكهة عربية، لحساب ذهاب الدور نصف النهائي من أمجد المنافسات الكروية الإفريقية، و كل طرف عازم على جعل الآخر مطية لبلوغ المحطة النهائية، التي لم يسبق لأبناء سوسطارة التواجد بها، في الوقت الذي يبحث الهلال عن تكرار إنجازه التاريخي في سنتي 1987 و1992 .
مباراة تأتي في توقيت مميز، على اعتبار أن الفريقين قطعا مرحلة التحضيرات عشية اللقاء، من خلال منحهما اللاعبين راحة لقضاء عيد الأضحى رفقة عائلاتهم، كما أن الاتحاد سافر إلى السودان على وقع العقوبة المسلطة على نجم الفريق الأول يوسف بلايلي، الذي تم توقيفه لمدة سنتين بسبب تناوله مواد محظورة، و مع ذلك أبدى أفراد كتيبة ميلود حمدي عزما و إصرارا على تجاوز «المحنة»، و تحقيق نتيجة إيجابية تخول لهم حجز نصف التذكرة، قبل إجراء مباراة العودة بالجزائر، حيث يراهن بلجيلالي و رفاقه على ثراء التعداد و تحرر اللاعبين من ضغط النتائج، بعد مداومتهم الانتصار داخل وخارج الديار على مدار الخمس جولات الأولى، كما أن كبر الرهان المتمثل في تحقيق إنجاز تاريخي، بالوصول إلى نهائي أمجد وأقوى المنافسات الكروية القارية، لأول مرة بعد الإخفاق في تحقيق ذلك سنة 2002 أمام الوداد البيضاوي المغربي ضمن منافسة كأس «الكاف» و الثانية سنة 2003 في رابطة الأبطال أمام إينيمبا النيجيري، و من ثمة الاقتراب من تجسيد حلم الرئيس حداد بالتربع على عرش الكرة الإفريقية، و كلها عوامل ترجح كفة الاتحاد وتدفع لاعبيه إلى تحدي العوامل المناخية (حرارة تقارب الأربعين درجة و رطوبة مرتفعة) ، و قوة المنافس المسلح بعاملي الأرض و الجمهور، والذي يشترك مع الاتحاد في طموح التأهل إلى النهائي، سيما وكل الشارع الرياضي السوداني يمني النفس بتمكن قطبي الكرة السودانية من جعل نهائي أهم منافسة قارية على مستوى الأندية سودانيا خالصا لأول مرة في تاريخ المنافسة، كما يرغب الهلال، في تحسين صورته والتأكيد على أن الصعوبة التي وجدها في المجموعة الأولى، أين أنهى الدور في الصف الثاني مجرد كبوة، سيما والمدرب التونسي نبيل الكوكي أكد جاهزية عناصره لتخطي عقبة أبناء سوسطارة، أنه الخطة اللازمة والرجال القادرين على تنفيذها ميدانيا، مع عزمه على طرح جميع الأوراق الرابحة في الميدان، لإيمانه بأن تحقيق فوز مريح يسهل من مهمة فريقه، قبل لقاء العودة الذي سيقام بالجزائر في الثالث من أكتوبر المقبل، وهي المهمة التي لن تكون بالتأكيد سهلة، في ظل كبر طموحات وإمكانات ممثل الكرة الجزائرية الذي يزخر بخيرة لاعبي الدوري المحلي، والساعين للسير على خطى الوفاق السطايفي و إبقاء اللقب في الجزائر، خاصة و أن تحقيق نتيجة إيجابية اليوم في الخرطوم، يعني حجز نصف التذكرة و مد خطوة نحو النهائي، كما ستمنح خوالد ورفاقه أجنحة و تدخل الشك في نفوس لاعبي المنافس قبل تنقلهم إلى الجزائر، وهو ما أكده المدرب حمدي بقوله:» نملك جمهورا من ذهب و لا يحق لنا أن نخيبه، لهذا علينا تحقيق نتيجة إيجابية في السودان قبل لقاء العودة في الجزائر»، ومن جهته صرح متوسط الميدان حسين العرفي في المطار قبيل التنقل إلى السودان: «نحن واعون و متفائلون بتحقيق نتيجة إيجابية، رغم صعوبة المهمة حتى نسهل الأمور علينا في لقاء الإياب».
وفيما سيدخل الهلال مكتمل الصفوف، بقيادة صانع ألعابه وأفضل لاعب نزار حامد والحارس الكاميروني المميز لويك ميكسيم، سيفتقد الاتحاد اليوم إلى خدمات المهاجم أسامة درفلو والمدافع حسين بن عيادة المتواجدين رفقة المنتخب الوطني العسكري في مونديال كوريا الجنوبية، و كذا المدافع أيوب عبد اللاوي بداعي العقوبة، وهي الغيابات التي لن تثني من عزيمة اللاعبين، بالنظر لثراء تعداد الاتحاد، وامتلاك المدرب حمدي الأسلحة البديلة للعودة بنتيجة مطمئنة.
التعليقات 0