غادر حارس اتحاد العاصمة محمد الأمين زماموش تربص المنتخب الوطني بالمركز التقني لتحضير المنتخبات بسيدي موسى في قمة الغضب، بسبب التهميش الذي عانى منه في مواجهة غينيا، واعتماد مدرب “الخضر” كريستيان غوركوف، طيلة التسعين دقيقة على حارس شبيبة القبائل عز الدين دوخة، دون منحه الفرصة.
لم يهضم زماموش تصرف المدرب غوركوف الذي استعان به في مواجهة غينيا الودية ووجه له الدعوة، دون أن يعتمد عليه خلال أطوار المواجهة ولو لدقيقة واحدة، رغم أن الحارس يتواجد في أفضل أحواله مع فريقه اتحاد العاصمة، وهو الذي كان صاحب الفضل في بلوغ أبناء “سوسطارة” لنهائي رابطة أبطال إفريقيا بعد تألقه ذهابا وإيابا أمام الهلال السوداني في نصف النهائي، الأمر الذي جعل ابن ميلة يغادر أرضية الميدان وملامح الغضب بادية على وجهه، دون أن يحدث أحدا.
وأوضح مصدر عليم لـ”الشروق” أن زماموش فكر في الرحيل عن المنتخب الوطني قبل موعد المواجهة، وهذا مباشرة بعد بلوغ مسامعه أنه لن يكون بوسعه المشاركة في لقاء غينيا، كون اللقاء الأخير كان بمثابة فرصته الوحيدة للمشاركة مع “الخضر”، بما أن مواجهة السنغال المرتقبة الثلاثاء القادم لا تعنيه وسيغيب عنها، بسبب ارتباطاته مع ناديه اتحاد العاصمة وغوركوف على دراية بهذا الأمر مسبقا، قبل أن يتراجع عن قرار المغادرة حفاظا على مصلحة المنتخب الوطني واستقراره عشية مواجهة ودية هامة.
وأضاف ذات المصدر أن زماموش أكد لمقربيه أنه لن يعود مجددا إلى المنتخب الوطني مادام غوركوف مدربا، حيث كشف أن التقني الفرنسي تلاعب بمشاعره في أكثر من مناسبة، متمنيا في الوقت ذاته لو بقي المدرب البوسني وحيد خاليلوزيش على رأس العارضة الفنية للمنتخب، حتى وإن كان لا يلعب أيضا مع التقني البوسني الذي كان يعتمد فقط على مبولحي، إلا أنه كان صريحا مع اللاعبين وبعث روح المنافسة بين الحراس في عديد المناسبات على عكس غوركوف.
سبق له وأن أكد لمنصوري رفضه للظلم
الصراع بين غوركوف وزماموش، حتى وإن لم يظهر للعيان إلا أنه ليس وليد اليوم، ويعود إلى ما قبل نهائيات كأس أمم إفريقيا، وبالضبط بعد التصريحات التي أطلقها غوركوف قبيل الموعد القاري بأيام، حين قال: “مبولحي سيكون الحارس الأول للمنتخب الوطني في كأس افريقيا، أمر لا نقاش فيه رغم أن الحارس من دون فريق”، هذه التصريحات أثرت سلبا على نفسية زماموش الذي لم يتوان وقتها في الحديث إلى المساعد يزيد منصوري الذي يعد صديقه ولعبا سويا في المنتخب، وقال له بصريح العبارة: “المنتخب ملك للجميع، وأنا شخص لا أحب الظلم.. لا أطلب منكم اللعب أساسيا.. هذا منتخب وطني والأفضل هو الذي يشارك.. على الأقل امنحوني الفرصة، فأنا في أوج عطائي مع الاتحاد ومتواجد مع “الخضر” من أجل خلق روح المنافسة، ليس لدي أي مشكل لا معكم ولا مع مبولجي، ولكن مادمتم قد حسمتم مسبقا في أمر الحارس الأساسي، فمن الأفضل أن لا تستدعوني مستقبلا”، هذا الكلام بلغ مسامع غوركوف الذي أخذه بعين الاعتبار ومن ذلك الحين لم يوجه الدعوة لزماموش، وحتى الحارس تقبل الأمر، ولم يدل بأي تصريحات جارحة في حق المدرب ولا في حق المنتخب كما فعل بعض اللاعبين الآخرين، وواصل العمل بجدية مع فريقه اتحاد العاصمة، إلى غاية إعلان قائمة اللاعبين المعنيين بتربص غينيا وورود اسمه ضمن المستدعين، حيث أمل زماموش في أن يحظى بفرصة اللعب ولكن دون جدوى، وتكرر نفس السيناريو الذي عهده سابقا.
وكيل أعماله وروراوة كانا وراء عودته
وكان زماموش عقب كأس أمم إفريقيا التي جرت فعالياتها بغينيا الاستوائية، قد بدأ تدريجيا في نزع فكرة العودة إلى المنتخب الوطني من مفكرته، وفقد الأمل في ذلك مع المدرب غوركوف، حتى وصل الأمر إلى بعض المصادر الإعلامية إلى نشر إشاعات مفادها أن الحارس قرر الاعتزال دوليا، قبل أن ينفيه ابن ميلة، بإلحاح من وكيل أعماله الذي يعتبر شقيقه الأكبر المدعو “رياض”، والذي كان وراء عودته إلى المنتخب رفقة رئيس الاتحادية الجزائرية محمد رواروة الذي تحدث مع الحارس بعد مواجهة الهلال السوداني، أثناء تقديمه تهاني بلوغ النهائي لرئيس النادي حداد.
أفضل حارس في البطولة خارج الحسابات وغوركوف يناقض نفسه
الأمر الذي لا يمكن أن نشك فيه إطلاقا هو أن الحارس محمد الأمين زماموش يمر بأفضل أحواله حاليا رفقة ناديه اتحاد العاصمة، ويعد الأفضل حاليا بين الحراس المحليين، وهذا بشهادة المدرب غوركوف نفسه الذي أشاد بإمكاناته كثيرا في الندوة الصحفية الأخيرة، وأرجع سبب عدم دعوته إلى تعرض الحارس للإصابة فقط، مشيرا إلى عدم وجود أي مشكل بينه وبين الحارس، قبل أن يناقض نفسه، ويرفض منحه الفرصة أمام غينيا، في صورة تؤكد عدم اقتناعه بإمكاناته.