نشرت صحيفة “كوريي إنترناسيونال” الفرنسية تقريراً عبر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت، سلطت من خلاله الضوء على الصلة القوية التي تجمع بين المدير الفني الجديد لفريق ريال مدريد الإسباني، الفرنسي صاحب الأصول الجزائرية زين الدين زيدان، وبين سكان قريته الأصلية “عقمون” في منطقة القبائل الجزائرية.
وأكّدت الصحيفة الفرنسية أنّ أسطورة كرة القدم الفرنسية الذي يتولى تدريب فريق ريال مدريد منذ الرابع من شهر يناير الحالي، لا يزال يحتفظ بعلاقة طيبة مع سكان قريته الأم “عقمون” التي تقع في ولاية بجاية، في منطقة القبائل على ساحل البحر الأبيض المتوسط شمالي الجزائر، حيث بدا ذلك جلياً من خلال رزمة المشاريع التي أقامها اللاعب الفرنسي السابق في القرية الجزائرية.
وشدّدت الصحيفة في التقرير الذي نشرته عبر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت على أن أسطورة كرة القدم الفرنسية كان يُمثل دائماً مصدر فخر للقرية الجزائرية، وهو الأمر الذي أكّده، بدر الدين زيدان، ابن عم مدرب نادي ريال مدريد الإسباني الحالي، الذي عبّر عن فخره واعتزازه بالنجاحات التي حققها زيدان منذ بداية مسيرته الرياضية مع المنتخب الفرنسي، وصولاً إلى إشرافه على أحد أكبر الفرق الأوروبية.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن زيارة المدير الفني الحالي لنادي ريال مدريد الإسباني تعود إلى عام 2006، لافتة في الوقت ذاته إلى أن آثار هذه الزيارة لا تزال واضحة من خلال رزمة المشاريع التي أقامها نجم كرة القدم الفرنسية السابق في القرية الجزائرية عبر مؤسسة زيدان الخيرية: لعل أبرزها قيامه ببناء مسجد في القرية، وتوفير الماء الصالح للشرب، وتوفير حافلات مدرسية للأطفال، وتهيئة مركز للمسنين في ولاية “بجاية” فضلاً عن تبرعه بسيارات الإسعاف ومعدات المستشفيات.
وعبّرت هذه المشاريع الخيرية بشكل واضح للعيان عن مدى اعتزاز النجم الفرنسي بأصوله الجزائرية، فقد عبّر اللاعب السابق، الذي قاد المنتخب الفرنسي للتتويج بلقب كأس العالم 1998 عن فخره بأصوله الجزائرية، رغم مشاركته مع منتخب فرنسا وقيادته للتتويج بكأس العالم الوحيدة له.
وسبق لزيدان أن برهن تمسّكه وافتخاره بأصوله، بعدما قال إنه ينتمي لأصول جزائرية في مقابلة صحافية أمام الملأ، خلال مقابلة صحافية أجراها عشية المباراة التاريخية التي جمعت المنتخب الفرنسي بمنتخب محاربي الصحراء، عام 2001 على ملعب سان دوني.
كما أعرب أسطورة كرة القدم الفرنسية في وقتٍ سابق عن فخره بتأهل المنتخب الجزائري إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، فقد أكّد آنذاك أنه شعر بعد صعود منتخب محاربي الصحراء إلى المونديال بنفس الفرحة التي فرحها عندما قاد منتخب فرنسا للفوز بكأس العالم عام 1998.
كذلك فقد كشف المدير الفني السابق لنادي يوفنتوس الإيطالي، مارتشيلو ليبي، في وقتٍ سابق عن مدى الحب الذي يكنه زين الدين زيدان، لموطنه الأصلي الجزائر، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنّه يعتبر قائد المنتخب الفرنسي السابق جزائرياً، وليس فرنسياً.
وأشار المدرب الذي قاد منتخب بلاده للفوز ببطولة كأس العالم عام 2006، في تصريحات سابقة إلى أنّه لمس مدى الحب الذي يكنه “زيزو” لموطنه الأصلي الجزائر، في عدة مواقف، مستذكراً أبرز المواقف التي لاحظ فيها هذا الشيء على زيدان.
وذكر ليبي أنّه دخل في موجة غضب شديدة، حينما شاهد زيدان ذات يوم يلعب الكرة مع بعض الشبان في أحد محطات القطار، ما جعله يُوبخ اللاعب الجزائري الأصل، بعد الحادثة بيوم؛ إلا أنّه تفهم الأمر، حينما أخبره اللاعب الذي تُوج ثلاث مرات بجائزة أفضل لاعب في العالم أعوام (1998 – 2000 – 2003)، أنّه لم يكن بوسعه رفض طلب أشقائه الجزائريين الذين قدموا إلى هنا من أجله.
التعليقات 0