في أحد الفنادق بقلب العاصمة الإيطالية روما، كان النجم المصري المعتزل محمد أبوتريكة يرتب أفكاره ويقلب في أوراقه حتى لا يترك أيًا من التفاصيل الصغيرة قبل الاجتماع بالمدير الرياضي لنادي روما، والتر سباتيني للإلمام ببعض الأمور الخاصة بكيفية إدارة كرة القدم بنادي الذئاب ضمن فترة المعايشة التي حضر من أجلها النجم الكبير إلى إيطاليا.
اأبوتريكة أثناء تواجده في روما وقبل توجهه إلى العاصمة الإنجليزي لندن لحضور لقاء الأرسنال وبرشلونة في دوري الأبطال وتحليله تلفزيونيا.
– هل هي زيارتك الأولى للعاصمة روما ؟
لا ليست الأولى في العموم، ولكنها المرة الأولى بعيداً عن مهامي كلاعب كرة، فلأول مرة يكون لدي بعض الوقت للاستمتاع بالمدينة ورؤيتها بشكل أفضل وزيارة بعض المزارات السياحية بها.
– وما سر تلك الزيارة وفي هذا التوقيت تحديداً ؟
الزيارة لها عدة أسباب، لقد تواجدت في لقاء روما وريال مدريد كمحلل تلفزيوني كما التقيت بمحمد صلاح وحضرت لقاء باليرمو الأخير كما عقدت عدة اجتماعات بمسئولي روما ضمن فترة معايشة إدارية متفق عليها لرؤية كيف تُدار مثل تلك الأندية عن قرب بدلاً من الإكتفاء بالقراءة من بعيد، الإدارة أصبحت علماً مهماً ومن المهم أن نتعلم ممن سبقونا وهو أمر سيضيف لي الكثير.
– لقد حصلت على رخصة تدريب من الاتحاد الإفريقي والآن تجري معايشة لتعلم الجوانب الإدارية، ماذا يخطط أبوتريكه للمستقبل العمل كمدرب أم كإداري ؟
أنا أفضل العمل الإداري ولكن الحصول على الدورات التدريبية الخاصة بالمدربين كانت أمراً مهماً وسأواصل الحصول عليها في المستقبل للاطلاع على أبرز ما وصل إليه العلم في الأمور الفنية والبدنية، الأن أنا أعمل في مجال التحليل ومن المهم أن تكون ارائي الفنية نابعة من معرفة علمية وليست مجرد خبرة مكتسبة من كوني لاعب سابق.
وحتى في المجال الإداري لو احتجت ان تتخذ قراراً يتعلق باختيار أحد المديرين الفنيين فبكل تأكيد تلك الدورات ستساعدني في تقييم المدربين بشكل علمي، كرة القدم أصبحت علماً في كل الجوانب الفنية والإدارية وبالمناسبة قبل عملي كمحلل اتخذت دورة تدريبية خاصة بالإعلام حتى أتعلم كيف أتعامل مع الكاميرات وإيصال المعلومة بأفضل صورة في أقل وقت فأنا شخص مؤمن تماماً بقيمة العلم في كل مجالات الحالية وعلى رأسها كرة القدم بالطبع.
– وكيف رأيت شعبية صلاح في إيطاليا بعدما أتيت بنفسك إلى هنا ؟
أنها شيء لا يُصدق، عندما حاولنا السير بعض الوقت في قلب العاصمة لم تتوقف الناس عن تحيته والتقاط الصورة التذكارية معه والحصول على توقيعه.
– لهذا تعتقد أن إختيار روما والرحيل عن فيورنتينا كان خطوة موفقة ؟
في رأيي نعم، فيورنتينا كانت مرحلة مهمة في مشوار صلاح ولكنها لم تكن تصلح أن تكون مرحلة أطول مما كانت عليه وهو اتخذ خطوة للأمام ولكن المهم هو الاستمرارية وليس مجرد الوصول لها وانا شخصياً اثق في صلاح كثيراً وأعلم انه سيواصل طريقه للأمام باذن الله.
فقد نال ثقة الجميع هنا وكان اساسياً مع جارسيا والأن الشيء ذاته مع سباليتي كما نال ثقة الجميع داخل غرف خلع الملابس وعلى رأسهم توتي ودي روسي وهو أمر ليس سهلاً بالتأكيد ولكنه يعكس القيمة الفنية والشخصية الرائعة لصلاح.
– وما هو الفارق بين صلاح مع كلا المدربين ؟
مع جارسيا كان صلاح يلعب كجناح معظم الوقت والتعليمات كانت تضعه أبعد عن منطقة الجزاء، أما مع سباليتي فهناك تنوع أكثر ولعب في أكثر من مركز وحتى عندما يلعب كجناح فأنه يمنحه حرية الدخول لقلب الملعب والاقتراب من منطقة الجزاء.
وشخصياً أرى سباليتي هو المدرب المناسب لصلاح في الوقت الحالي وسيضيف له الكثير والكثير وبدأ بالفعل في تكثيف التدريبات الخاصة ببعض النقاط التي ستضيف لصلاح الكثير مثل اللمسة الأخيرة واللعب بالرأس وبدأ في تقديم بعض النصائح الخاصة بذلك مثل ضرورة تقليل سرعته قبل التسديد ليتحكم في الكرة بشكل أفضل وغيرها من النصائح ولهذا أن متفائل جداً بوجود سباليتي فيما يتعلق بصلاح.
– إجمالاً انت مؤيد لاستمرار صلاح في الكالتشو ؟
الكرة الإيطالية تضيف لاي لاعب الكثير وتجعل لعبه في اي دوري أخر بعد ذلك أمر أكثر سهولة، اللعب في إيطاليا صعب جداً وعنيف ومعدوم المساحات كما أن المدربين لا يتوقفوا عن منح اللاعبين مهام مختلفة داخل الملعب وبشكل أكبر من اي دوري أخر وهو ما يزيد كثيراً من الوعي الخططي للاعبين فعندما تذهب للعب في اي دوري أخر تشعر بأن الأمور أصبحت أكثر سهولة.
– وماذا عن النني ؟
النني لاعب رائع يتطور بمعدل كبير كل يوم، تجربة بازل كانت مميزة جداً ولكني أرى أن النني حقق منها أقصى استفادة ممكنة وكان توقيت الرحيل مثالياً، وأتوقع له التألق في الملاعب الإنجليزية ومن حسن حظه أنه سيتدرب على يد أرسين فينجر أبرز مدربي العالم في التعامل مع المواهب الشابة وتطوير ادائها كما انه يحسن تماماً ادماج اللاعبين القادمين من دوريات أقل مثل السويسري والبلجيكي والهولندي وغيرها داخل أجواء الكرة الإنجليزية.
ولكن من المهم أن يتمسك النني بالفرصة ولا يشعر بالملل من قلة المشاركات، عليه ان يتدرب بجدية كل يوم دون التفكير في قلة المشاركات ويفكر فقط أن يكون مستعداً للمشاركة وتقديم مستوى مميز كلما سنحت الفرصة.
– الحديث عن الدوري الإنجليزي يجعلنا بشكل تلقائي نتحدث عن النجم العربي رياض محرز وما يحققه من مستوى مميز مع فريقه ليستر متصدر الدوري خاصة وأنك قابلت محرز مؤخرا.
أرفض تماماً وصف البعض بأن ما يحققه محرز هو طفرة، أنا متابع جيد لمحرز منذ عامين عندما كنت استعد لتحليل المونديال بمتابعة كل لاعبي الجزائر، ما يفعله محرز مع ليستر هو أمر طبيعي للاعب أكثر من رائع مثله، الطفرة هي نتائج الفريق وليس أداء محرز أو زملائه.
ليستر يمتلك مجموعة رائعة من اللاعبين وبالتالي الاداء ليس طفرة ولكن الطفرة تتعلق بالنتائج وتحمل الضغوط والقدرة على التسجيل في الأوقات القاتلة او التماسك نفسياً وذهنياً وبدنياً طوال المباراة بالرغم من الضغوط وتحقيق الفوز في ملاعب صعبة.
– وماذا تتوقع لمحرز مستقبلاً في ظل العروض المتوقع وصولها إليه بنهاية الموسم؟
أعجبتني شخصية محرز كثيراً عندما قابلته في الجزائر، وجدته غير مهتم بكل ما يقال وتركيزه كله ينصب على الفوز بالدوري أو على الأقل القتال من أجل الفوز بالدوري وأكد لي أن ليستر بالفعل يطمح في ذلك ولم يتوقف طموحه عند التمثيل المشرف بالتواجد ضمن الأربعة الكبار وعلينا الا ننسى أن رئيس النادي غني ولا يمكن اغرائه بسهولة بالأموال خصوصاً وان الفريق سيشارك اوروبياً وهو ما يعني ايضاً زيادة موارد النادي.
– مع تألق محرز وصلاح ووصول النني للأرسنال كيف ترى مستقبل الكرة العربية ؟
ربما تألق صلاح ومحرز هذا العام جعلهم بشكل تلقائي في صدارة المشهد ولكن علينا الا ننسى ما يفعله أيضاً ياسين براهيمي وسوفيان فيغولي ومهدي بنعطية وعلي عدنان وغيرهم حتى لا أنسى أحد في ملاعب اوروبا، ولكن منتخب الجزائر في الوقت الحالي هو الأبرز وهو يذكرني كثيراً بمنتخب مصر خلال الفترة ما بين عامي 2006 و 2010 ووجود لاعبين مميزين في كل المراكز.
– تحدثنا عن اللاعبين العرب في ملاعب اوروبا ولكن ماذا عن الأندية، كيف ترى المنافسة في دوري الأبطال هذا العام ؟
تلك البطولة تُلعب لنرى من سيستطيع الوصول للمباراة النهائية ليواجه برشلونة ( يقولها ضاحكاً ).
نقلا عن موقع كووورة
التعليقات 0