اختار رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمّد روراوة الترشّح من جديد لعضوية المكتب التنفيذي للاتحادية الدولية لكرة القدم، المقررة في أفريل المقبل عن القارة الإفريقية.
قرار روراوة يحمل في طياته عدّة دلالات، أهمها اقتناعه بخسارة كل أوراقه لكسب ودّ رئيس “الكاف” عيسى حياتو، وفقدان الجزائر كل الحظوظ في خلافة ليبيا في “كان 2017” بسبب هذا الخلاف.
ويحمل قرار روراوة في دخول معترك الصندوق مجدّدا للبقاء عضوا ضمن المكتب التنفيذي لـ”الفيفا”، في طياته بوادر حسم رئيس “الفاف” لمستقبله، بعدما أضحى الفشل المحتمل في استضافة دورة 2017، بمثابة فقدان روراوة لمصداقيته وسط الجزائريين، أضحى أيضا مؤشّرا واضحا أعلى أن تواجده (روراوة) في المكتب التنفيذي لـ”الكاف” و”الفيفا” وتمرّسه أيضا، لم يعد يشكّل أي ثقل للرجل ولم يعد بأي فائدة على الجزائر بعيدا عن تزكية رئيس “الكاف” نفسه.
وكشف مصدر عليم أيضا، بأن روراوة قرر استباق الأحداث والترويج لنيته في الاستقالة من منصبه كرئيس للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، حتى يخرج من الباب الواسع، لأنه يدرك تبعات تعنّت حياتو إلى آخر لحظة بشأن اعتراضه على نيل الجزائر لشرف احتضان “كان 2017” كون الفشل سيلحق الإهانة بالجزائر ويعرّي روراوة أمام الجماهير الجزائرية وأمام السلطات أيضا.
وفضّل روراوة، بعد “كان 2015”، التفكير في مستقبله الشخصي من خلال البقاء على الأقل بجانب السويسري جوزيف سيب بلاتير على مستوى “الفيفا”، وهي الورقة الوحيدة التي سيلعبها روراوة لتفادي ضربة أخرى من عيسى حياتو، كون هذا الأخير اعتمد نظاما جديدا لكسب عضوية “الفيفا” عن المنطقة الإفريقية، يتعلّق أساسا باللغة وليس التقسيم الجغرافي، حيث تتقاسم البلدان التي تتحدث العربية والفرنسية والإنجليزية والبرتغالية المقاعد الأربعة بالتساوي على مستوى المكتب التنفيذي لـ”الفيفا”.
وأمام هذا الوضع، فإن الفرصة الأخيرة لروراوة، الذي تنتهي عهدته في فيفري المقبل، هي دخوله انتخابات شهر أفريل، قبل أن تنتهي عهدة المصري هاني أبوريدة (يشترك مع روراوة في معيار اللغة العربية)، ضمن المكتب التنفيذي لـ”الفيفا” في جوان المقبل، كون أي تراجع عن الترشّح أو مواجهة منافسة من منتخب عربي آخر، سيُرغم روراوة على انتظار أربع سنوات لتجديد ترشحه لعضوية المكتب التنفيذي لـ”الفيفا”، سواء ترشّح ممثل آخر غيره وغير أبوريدة، عن المنطقة العربية، أو ترشّح أبوريدة بعده لتجديد العضوية.
ترشّح روراوة المحتمل لعضوية المكتب التنفيذي للاتحادية الدولية لكرة القدم، هو إعلان صريح منه عن خسارته لحليفه الحالي هاني أبوريدة، كون تقاطع مصالحهما بسبب عيسى حياتو، بشأن التمثيل العربي الوحيد مستقبلا في “الفيفا”، سيجعل روراوة مستقبلا يخوض المعتركات دون حلفاء.
التعليقات 0